رئيس الوزراء: مستعد لاستقبال أي أفكار لتعزيز الثقة بين الدولة والقطاع الخاص
محمد علاء أسواق للمعلوماتالتقى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، اليوم الإثنين، مع الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء الأسبق، المفكر الاقتصادي والسياسي الكبير؛ في إطار سلسلة اللقاءات التخصصية مع عدد من القامات الفكرية والخبراء في مختلف المجالات.
وقال "مدبولي"، إنه يتابع كل المقالات التي يسطرها "بهاء الدين"، وهناك حرص شديد على الاستفادة مما تتضمنه من أفكار وأطروحات تسلط الأضواء على عدد من الموضوعات السياسية والملفات الاقتصادية، بما يسهم في تحقيق المصلحة العامة للدولة.
وذكر: "لذا؛ يأتي هذا اللقاء من أجل الاستماع إلى رؤياكم بشأن الوضع الاقتصادي بشكل عام من خلال طرح عناصر وإجراءات تحرك محددة".
بدوره، رحب "بهاء الدين"، بهذا اللقاء الذي أتاح الفرصة لطرح الأفكار والآراء التي يمكن أن تفيد في تحليل الأوضاع الحالية للاقتصاد، عبر عدة زوايا مختلفة، لافتًا إلى أن الدولة تخطت الأزمة الاقتصادية الأخيرة بفضل ثلاث عوامل هي: صفقة رأس الحكمة، ودعم صندوق النقد الدوليّ، والتعاون مع الاتحاد الأوروبي ووصوله إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
ولفت "بهاء الدين"، إلى أن المواطنين أصبح لديهم حاليًا تفاؤل في مستقبل أفضل؛ نظرًا لوجود عدة مؤشرات أسهمت في ذلك، منها التشكيل الحكومي الحالي الذي يضم عددًا من الشخصيات المبشرة، كما يتابع أداء عدد من الوزراء الذين لديهم بالفعل أفكار مهمة.
وأكد أن إعادة الثقة مع المستثمرين هو أمر غاية في الأهمية، وهناك بعض المقترحات والأفكار منها ما يتعلق بوثيقة سياسة ملكية الدولة، مضيفًا: "نصيحتي أن يكون هناك إصدار ثانٍ منها؛ للبدء في منطلقات مختلفة، وتكون الوثيقة بها سياسة واضحة، على أن يرتبط بها جدول محدد يوضح إجراءات تخارج الدولة من الاقتصاد".
وقدم "بهاء الدين"، اقتراحًا آخر يتعلق بالرسوم التي تفرض على المستثمرين، معبرًا عن اعتقاده بأن الحكومة اتخذت مسارا بذلك، وهناك قرار بعدم فرض أي رسوم جديدة على المستثمرين دون موافقة مجلس الوزراء، لافتا إلى عدد من الرسوم التي تفرض على المستثمرين، ولا سيما ما يخص التوسع ًفي النشاط، ومنها النشاط الصناعيّ.
وخلال اللقاء، دارت مناقشات حول الآليات المُثلى التي يتعين اتباعها لتحقيق مزيد من الثقة بين الدولة والقطاع الخاص.
من جهته، أكد رئيس الوزراء، أنه خلال المدة الماضية التقى الكثير من المستثمرين العالميين في القطاعات المختلفة، حيث أعرب هؤلاء المستثمرون عن إعجابهم الشديد بالتجربة التنموية الراهنة للدولة، مقارنة بما كانت عليه البلاد قبل 20 عامًا.
وقال "مدبولي"، إن الأمر مختلف بالنسبة للقطاع الخاص المحلي، فيبدو أن هناك حاجة لمزيد من الإجراءات لبناء المزيد من الثقة؛ على الرغم من كل ما تم اتخاذه من إجراءات خلال المدة الماضية، فيما يتعلق بحزم الحوافز المختلفة لتشجيع القطاع الخاص في معظم القطاعات، وتنفيذ ما جاء في وثيقة سياسة ملكية الدولة من دعم كبير للقطاع الخاص، وتحديد سياسات واضحة تحقق الحياد التنافسي.
وأكد رئيس الوزراء، أنه مستعد لاستقبال أي آراء وأفكار من شأنها تعزيز الثقة بين الدولة والقطاع الخاص.
من جانبه، أكد "بهاء الدين"، أنه لا أحد يُنكر أن هناك أشياء كثيرة تغيرت، فيما يتعلق بما تتخذه الحكومة المصرية من إجراءات وخطوات مُهمة لتشجيع مناخ الاستثمار، لكن ليس بالضرورة أن تظهر آثار هذه الإجراءات الآن، فمن المعروف أن يستغرق الأمر بعض الوقت لكي نرى نتائج هذه الإجراءات.
وذكر "بهاء الدين"، أن الدولة ركزت على عدد من الأمور المُهمة التي تهم المستثمرين في الخارج، منوهًا إلى أن المستثمرين العالميين ينظرون لعدد من النقاط، أبرزها الاستقرار السياسي، ومدى قدرة دولة ما على الوفاء بديونها، فالكثير من هؤلاء المستثمرين يضخون استثمارات في أدوات الدين مثل السندات، ويعنيهم كثيرًا ألا ينخفض تصنيف تلك السندات حفاظًا على أموالهم.
وتابع: "الحكومة نجحت بالفعل في إيصال رسالة مهمة، مفادها أن الدولة قادرة على سداد التزاماتها على الرغم من كل التحديات التي تواجهها"، مؤكدًا ضرورة أن يكون هناك حرص على تنفيذ ما يتم رسمه من سياسات اقتصادية، وألا يقتصر الأمر فقط على مجرد الكلام أو النظريات.
ولفت "بهاء الدين"، إلى أن المستثمرين العالميين يرغبون في رؤية أُطر مُحددة للعمل في قطاعات بعينها مثل الاستثمار في قطاع الصحة، وبشكل خاص في بناء المستشفيات، وهناك معايير محددة يجب أن يتأكدوا من وجودها قبل أن يبدأوا العمل، والأمر كذلك ينطبق على قطاعات أخرى مثل التعليم.
وأكد رئيس الوزراء، أن أُطر العمل بالفعل موجودة وهناك شراكات مهمة تم عقدها بيننا وبين مؤسسات طبية عالمية، مشيرًا إلى أنه منفتح كذلك لأي مناقشات من شأنها تيسير العمل في هذه المجالات المحورية بالنسبة للدولة.
وفي ختام اللقاء، شكر رئيس الوزراء، "بهاء الدين" على هذه الجلسة التي تضمنت عرض الكثير من الأفكار والرؤى المهمة، مؤكدًا أن المدة المقبلة سيكون هناك الكثير من اللقاءات مع المفكرين حول قضايا وقطاعات بعينها، وإجراءات للتحرك في مختلف المجالات؛ حتى يتسنى عرض رؤى أكثر عمقًا وتفصيلًا بشأنها.