وزير الاتصالات: تقدم مصر إلى المركز 65 عالميًا في مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي

شارك الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، نيابةً عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الجلسة الختامية لقمة "العمل في مجال الذكاء الاصطناعي"، التي افتتحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في العاصمة الفرنسية باريس.

جاء ذلك بحضور: ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند، وجيه دي فانس نائب رئيس الولايات المتحدة، وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وأورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، ودورين بوجدان مارتن الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، ونحو 30 رئيس دولة وحكومة، و60 وزيرًا وسفيرًا ومسؤولًا حكوميًا، و20 رئيس مؤسسة دولية.

وشارك وزير الاتصالات أيضًا، في ورشة عمل بعنوان "المشاركة الإفريقية في الذكاء الاصطناعي العالمي"، التي نظمها مجلس أوروبا، حيث ناقشت رؤى الدول الإفريقية بشأن حوكمة الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي.

حضر الجلسة: آلان بيرسيه الأمين العام لمجلس أوروبا، وهيساشي ماتسوموتو نائب الوزير البرلماني للشؤون الخارجية في اليابان، وستيفاني ديلموت وزيرة التنمية الرقمية والبريد والاتصالات بمدغشقر، ونيما لوغانجيرا عضو البرلمان التنزاني ورئيسة الشبكة البرلمانية الإفريقية لحوكمة الإنترنت.

واستعرض "طلعت"، استراتيجية القارة الإفريقية للذكاء الاصطناعي، وجهود مصر الوطنية والإقليمية لتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن مصر اتخذت العديد من الخطوات نحو دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات التي بدأت بتأسيس المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي عام 2019، تلاه إطلاق الإصدار الأول من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وإنشاء مركز الابتكار التطبيقي لتطوير حلول مبتكرة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وعقد شراكات مع جامعات وشركات عالمية لتنفيذ مشاريع تنموية.

وأشار الوزير، إلى إطلاق الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول؛ وهذه الجهود ساهمت في تقدم مصر إلى المركز 65 عالميًا في مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي، صعودا من المركز 111 عام 2019، موضحًا أن الإصدار الأول من الاستراتيجية ارتكز على أربعة محاور تشمل الذكاء الاصطناعي للحكومة بهدف تعزيز أتمتة العمليات الحكومية، والذكاء الاصطناعي للتنمية لاستخدام التقنيات في القطاعات التنموية، ومحور بناء القدرات، بالإضافة إلى الأنشطة الدولية.

ولفت وزير الاتصالات، إلى مشاركة مصر الفعالة في المحافل الدولية المعنية بحوكمة الذكاء الاصطناعي، وتعاونها المستمر مع الاتحاد الدولي للاتصالات، ووكالات الأمم المتحدة المختلفة، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية؛ موضحًا أن مصر ترأست فريق العمل المعني بالذكاء الاصطناعي في الاتحاد الإفريقي، وأسهمت في وضع استراتيجية الذكاء الاصطناعي للقارة.

وذكر: "مصر ترأست مجموعة العمل المعنية بوضع الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي، حيث تم اعتماد الاستراتيجيتين، ويجري حاليًا العمل مع المجموعتين الأفريقية والعربية على وضع الأطر الأخلاقية للذكاء الاصطناعي وخطط تنفيذ الاستراتيجيتين".

ونوه "طلعت"، إلى أنه تم إطلاق الإصدار الثاني من استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تركز على الحوكمة، والتكنولوجيا، والبيانات، والمهارات، وتطوير النظام الإيكولوجي، مضيفًا: "يجري العمل على إنشاء مركز الذكاء الاصطناعي المسؤول، ووضع إطار تنظيمي وطني للذكاء الاصطناعي".

وأكد وزير الاتصالات، على الدور الفاعل للاتحاد الإفريقي والدول الأعضاء في صياغة مشهد الحوكمة العالمي للذكاء الاصطناعي، مشددًا على أن إفريقيا حاضرة بقوة في هذا المشهد، سواء عبر التعاون الثنائي أو المتعدد الأطراف.

واستعرض الوزير، الدور الفاعل للدول الإفريقية في صياغة قرار الأمم المتحدة المتعلق بالذكاء الاصطناعي وبناء القدرات، ومشاركتها الفعالة في المنتديات والمجموعات الدولية المعنية بحوكمة الذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى استراتيجية الذكاء الاصطناعي القارية للاتحاد الإفريقي، التي تم اعتمادها في يوليو الماضي، وتهدف إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كما أكد وزير الاتصالات، ضرورة وضع سياسات إقليمية للذكاء الاصطناعي تتوافق مع الأطر العالمية، وتعطي الأولوية للاحتياجات الإفريقية، مستعرضًا عدًدً من المقترحات لتعزيز تأثير الدور الإفريقي عالميًا، وتشمل وضع إطار سياسات قاري للذكاء الاصطناعي، وتعزيز هيئات حوكمة الذكاء الاصطناعي الإقليمية عبر تشكيل وحدة أفريقية لسياسات الذكاء الاصطناعي لتنسيق استراتيجيات الذكاء الاصطناعي بين الدول الإفريقية، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وضمان التمثيل في المنتديات العالمية المعنية، وإنشاء مراكز تدريب وبحث متخصصة في سياسات الذكاء الاصطناعي.

ونوه "طلعت"، إلى أن العمل جارٍ على إعداد ميثاق أفريقيا للذكاء الاصطناعي ليكون أداة رئيسية لتطوير سياسات ذكاء اصطناعي مجتمعية، تتماشى مع احتياجات القارة وتناسب ثقافتها، داعيًا المجتمع الدولي إلى الاستثمار في مراكز أبحاث الذكاء الاصطناعي ومراكز الابتكار، وتنمية المواهب المحلية، وتطوير البنية التحتية الرقمية في أفريقيا، وتشجيع الشركات الناشئة والابتكار في هذا المجال.

وأشار الوزير، إلى الفرص الواعدة لتحقيق تعاون وثيق بين إفريقيا ومجلس أوروبا في ضوء العمل على صياغة ميثاق الذكاء الاصطناعي لإفريقيا، مؤكدًا حرص مصر على التعاون مع مجلس أوروبا للاستفادة من خبراته في إنشاء مركز الذكاء الاصطناعي المسؤول وتفعيل الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي، والتعاون مع مراكز الذكاء الاصطناعي العالمية وهيئات وضع المعايير، للوصول إلى معايير ذكاء اصطناعي تتوافق مع متطلبات القارة السمراء.