هايير العالمية: إجمالي الاستثمارات في مصر سيصل إلى 500 مليون دولار

التقى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، اليوم الإثنين، مع جو يونجاى الرئيس التنفيذي لمجموعة "هايير" العالمية، والوفد المرافق له الذي ضمّ عددًا من مسئولي الشركة، ومجموعة من القيادات الحكومية لمدينة "تشينغداو" التابعة لمقاطعة "شاندونغ" الصينية.

حضر اللقاء: المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والسفير الصيني لدى القاهرة لياو ليتشيانج، وأحمد الجندي مدير عام شركة "هايير مصر".

ورحّب رئيس الوزراء، بالسفير الصيني لدى مصر في مقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بعد أسابيع من عودته من زيارته لبكين للمشاركة نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، في قمة منتدى التعاون الصيني - الأفريقي "فوكاك"، التي عُقدت خلال الفترة من ٤ إلى ٦ سبتمبر الجاري.

وأكد "مدبولي"، عُمق العلاقات المصرية-الصينية وتنوعها، وأهمية هذا اللقاء في تعزيز العلاقات الاستثمارية بين البلدين، لاسيما في ضوء احتفاء البلدين بمرور عشر سنوات على توقيع "اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة".

وتطلع رئيس الوزراء، إلى توسيع آفاق التعاون مع الجانب الصيني، بما يُسهم في جذب المزيد من الشركات الصينية إلى مصر، مؤكدًا دعم الحكومة الكامل للشركات الصينية التي أصبح لها دور بارز في دفع عجلة نمو الاقتصاد المصري، سواء في قطاع الأجهزة المنزلية والإلكترونية أو القطاعات الاقتصادية الأخرى التي توفر الآلاف من فرص عمل ومنها قطاعات: السيارات الكهربائية والمنسوجات والصناعات الهندسية والتكنولوجية.

وأعرب "مدبولي"، عن تطلُعه إلى مزيد من التعاون مع الشركات الصينية لضخ استثمارات جديدة، والاستفادة بما يتم في الوقت الراهن، من سهولة ويُسر الإجراءات.

كما رحّب رئيس الوزراء، بالوفد الصيني الذي يزور مصر لحضور مراسم وضع حجر أساس المرحلة الثانية من مشروع مجمع "هايير" الصناعي للأجهزة المنزلية بالعاشر من رمضان، وهي المرحلة التي تشمل مَصنعي الثلاجة والديب فريزر.

وتطرق إلى الحديث عن أهمية مشروع شركة "هايير" بالنسبة للسوق المصرية، حيث يُعد إضافة قوية للقطاع الصناعي، في ظل اعتماده على المُكون المحلي بنسب كبيرة؛ لتوفير مُنتج عالي الجودة بسعر مناسب، عبر إقامة مجمع متكامل باستثمارات تبلغ 135 مليون دولار على مساحة 200 ألف متر.

وقال "مدبولي"، إن مشروع "هايير" يُعد من أبرز قصص النجاح للشركات الصينية في مصر، كما أنه يحظى باهتمام ودعم كبيرين من القيادة السياسية والحكومة، مضيفًا: "ذلك انعكس عبر افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، المرحلة الأولى من مجمع هايير الصناعي خلال مايو الماضي".

وأوضح رئيس الوزراء، أنه كان حريصًا على توجيه مختلف صور الدعم للشركة، وتمثّل ذلك في منحها الرخصة الذهبية، وتكليف الجهات المعنية بتخصيص الأرض للشركة بشكل مباشر، والتوجيه بتذليل جميع العقبات، فكان هناك حرص كبير من الدولة لاستقطاب مجموعة هايير العالمية، حيث اتُعد واحدة من أكبر الشركات المتخصصة في تصنيع الأجهزة الكهربائية والمنزلية حول العالم.

وأشار "مدبولي"، إلى أن الشركة تحدثت خلال افتتاح المرحلة الأولى عن البدء على الفور في المرحلة الثانية، وخلال فترة قصيرة، نضع حجر الأساس للمرحلة الثانية، متطلعًا إلى سرعة تنفيذها، بما يمكن من افتتاحها في أقرب وقت، تمهيدًا لبدء المرحلة الثالثة التي تستهدف تصنيع وحدات التكييف المركزي.

وقال رئيس الوزراء، إن المرحلة الثالثة مهمة للغاية بالنسبة لنا كحكومة، مؤكدًا التزام الحكومة بشراء كمية كبيرة من الإنتاج الأولي للمرحلة الثالثة، من أجل استخدامها ضمن المشروعات القومية، وهو ما سيُساعد الشركة في تحمل تكلفة الإنتاج الأولي قبل بدء مرحلة التصدير وفتح أسواق جديدة لها.

بدوره، ذكر وزير الاستثمار، أن مشروع مجمع هايير الصناعي الصديق للبيئة، يعد من أبرز قصص النجاح للشركات الصينية في مصر، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية حرصت على تذليل كافة التحديات التي واجهت المشروع ومنحه الرخصة الذهبية في ديسمبر 2022، وحتى افتتاح المشروع عبر رئيس الجمهورية، خلال شهر مايو الماضي.

ونوه الوزير، إلى أن شركة هايير إليكتريك مصر، أول شركة صينية تحصل على الرخصة الذهبية، وأصبحت مثلًا يحتذى به للشركات الأجنبية التي تطمح في دخول السوق المصرية، وتتوسع في استثماراتها بقيمة تبلغ 40 مليون دولار لإنتاج التكييف المركزي على مساحة 40 ألف متر، وهو ما يعكس ثقة المستثمر الصيني في الاستثمار في مصر.

وأعرب "الخطيب"، عن أمله أن يساهم المشروع في جذب المزيد من الشركات التي تعمل في الصناعات المغذية للأجهزة المنزلية والتصدير من مصر إلى كافة الأسواق العالمية والاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة بين مصر والكيانات الاقتصادية الكبرى.

من جانبه، أكد السفير الصيني لدى مصر، سعادته لحضوره هذا الاجتماع المُهم، مشيدًا بالزيارة الناجحة لرئيس الوزراء المصري إلى الصين، حيث عقد عددًا من اللقاءات التي لاقت قبولًا كبيرًا لدى الحكومة وممثلي الأعمال الصينيين.

وتطلع السفير الصيني، إلى أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز التعاون بين مصر والصين على مختلف الأصعدة، شاكرًا رئيس الوزراء على دعمه الدائم للمشروعات الصينية في مصر.

من جهته، ثمن الرئيس التنفيذي لشركة هايير العالمية، حفاوة الاستقبال التي لاقاها خلال زيارته الحالية لمصر، كي يشهد وضع حجر الأساس للمرحلة الثانية لمجمع هايير الصناعي، بمدينة العاشر من رمضان.

وقال "يونجاي": "أعلم أن رئيس الوزراء مُهتم بهذا المشروع، وانعكس ذلك في زياراته المتكررة لمتابعة الموقف التنفيذي للمرحلة الأولى، وحرصه على حل جميع العقبات التي واجهت المشروع".

كما استعرض إمكانات مدينة تشينغداو الصينية التي تأسست فيها شركة هايير، مشيرًا إلى أن المدينة قاعدة صناعية للكثير من القطاعات، وتضم الكثير من الاستثمارات الدولية، بجانب احتوائها على ميناء دولي.

وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، أن تلك الزيارة تأتي لمتابعة تنفيذ الإجراءات التي أعلنها الرئيس الصيني خلال قمة التعاون الصيني الأفريقي؛ لدعم التعاون بين بكين وإفريقيا، وبالأخص علاقات التعاون مع مصر، لافتًا إلى أن الحكومة الصينية تتطلع لتعزيز آفاق التعاون مع مصر في الكثير من القطاعات الصينية وفي مقدمتها قطاع الغزل والنسيج.

ودعا "يونجاي"، رئيس الوزراء والمسئولين المصريين لزيارة مدينة تشينغداو في أقرب وقت.

كما أعرب مسئولو الشركة، عن تقديرهم لرئيس الوزراء لحرصه على زيارة المجمع الصناعي لشركة هايير أكثر من مرة، متطلعين إلى سرعة الانتهاء من المرحلة الثانية للمجمع تمهيدًا للبدء في المرحلة الثالثة لإنتاج وحدات التكييف المركزي، التي سيقترب نسبة المكون المحلي بها من 70%.

وأشار مسؤولو الشركة، إلى أنه من المتوقع أن يبلغ إجمالي استثمارات هايير العالمية بعد الانتهاء من المرحلة الثالثة إلى نحو 500 مليون دولار، مضيفين: "هدفنا أن نجعل مصر مركزًا عالميًا للتصدير إلى الدول العربية والإفريقية".

وفي الختام، جدد رئيس الوزراء، سعادته البالغة بزيارة السفير الصيني والرئيس التنفيذي لشركة هايير العالمية، مشيرًا إلى أنه يعتزم زيارة المشروع مرة أخرى، وسيكون حريصًا وكذا وزير الاستثمار على تذليل أي عقبات قد تواجه تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة.