رئيس ”القابضة للاتصالات الليبية”: لا يوجد شريك أفضل من مصر لتشغيل عجلة الاقتصاد
أ ش أ أسواق للمعلوماتأكد الدكتور فيصل أحمد قرقاب رئيس الشركة القابضة للاتصالات الليبية أن مشاركة مصر لليبيا في رحلتها التنموية أمر طبيعي في ظل الامتداد السياسي والتاريخي والثقافي بين البلدين، مشيرًا إلى أن علاقة ليبيا بمصر ليست مصالح مشتركة وإنما هي علاقة وجودية والأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار ليبيا.
وقال الدكتور قرقاب ـ في مقابلة خاصة مع قناة "النيل للأخبار" الفضائية لبرنامج (من القاهرة) مع الإعلامية ريهام رجائي، أن العلاقات الليبية ـ المصرية ممتدة منذ أكثر من نصف قرن عندما تأسست المملكة الليبية عام 1951 وكان بعض الوزراء في المملكة الليبية في ذات الوقت مصريين الجنسية، كما أنه لا توجد عائلة ليبية ليس لها ذكريات مع المصريين، علما بأن العلاقات الليبية المصرية مدعومة بعلاقات تاريخية ووحدة راسخة وأواصر عائلية متينة جراء فروع قبائلية مشتركة بين البلدين.
رئيس ”القابضة للاتصالات الليبية” يثني على الدور المصري السياسي لإنقاذ البلاد من مخاطر الإرهاب
وأثنى المسئول الليبي، على الدور المصري السياسي فيما يتعلق بالتوافق بين الفرقاء الليبيين لإنقاذ البلاد من مخاطر الإرهاب وحل أزماتها العالقة، وخاصة مواجهة الأطماع الخارجية التي تهدد بمزيد من التصعيد والصراعات والتخلف عن قطار البناء والإصلاح والتنمية.
وأوضح رئيس الشركة القابضة للاتصالات الليبية أن زيارته والوفد المرافق له لمصر تأتي لترسيخ متانة العلاقات المصرية ـ الليبية ومناقشة مشروعات التعاون المشترك بين البلدين في إطار تنفيذ خطة التحول الرقمي بليبيا، خاصة وأن مصر كان لها دور كبير في إنشاء مؤسسات الدولة الليبية في الخمسينات.
وقال إن "ليبيا مقبلة على مرحلة جديدة والأجواء مبشرة وإيجابية، ونتحدث عن رحلة التنمية والاقتصاد وهما ما يقودان ليبيا في الفترة المقبلة"، مشيرا إلى أن الأجندة الليبية هي أجندة اقتصادية بحتة ونطمح أن تكون دولة جاذبة للاقتصاد والاستثمار وستسخر كافة مواردها الطبيعية والبشرية لتشغيل عجلة الاقتصاد، ولكن ليس بمقدورها أن تقوم بذلك بمفردها فهي تحتاج إلى شراكة، ولا يوجد شريك أفضل من مصر في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد.
توقيع مذكرتين تفاهم بين وزير الاتصالات المصري و رئيس ”القابضة للاتصالات الليبية”
وكشف المسؤول الليبي عن اجتماعه بالمهندس عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتوقيعه مذكرتين تفاهم في وجود عدد من القيادات التنفيذية لكلا البلدين بهدف التعاون في إعادة بناء البنية التحتية المعلوماتية في ليبيا والاستفادة من المنظومة المصرية للكوابل الدولية، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم لبناء القدرات وإعداد الكوادر التقنية من الشباب الليبي بالتعاون مع معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري.
وأضاف أن الاجتماع شهد طرح الرؤى حول سبل دعم التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات البنية التحتية الرقمية، والتحول الرقمي، والخدمات البريدية، وبناء القدرات وصقل المهارات الرقمية للشباب في مختلف علوم الاتصالات وتكنولوجيات المعلومات، فضلا عن التعاون في المجالات المتعلقة بالبنية التشريعية والتنظيمية لقطاع الاتصالات، وتأهيل الكوادر الليبية في مجال الأمن السيبراني والتصدي للهجمات السيبرانية.
تنفيذ عدد من المشروعات للاستفادة من التجربة المصرية في التحول الرقمي
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على تنفيذ عدد من المشروعات تمثل الأولوية لليبيا خلال العام الجاري والمقبل، وتشمل الاستفادة من التجربة المصرية في التحول الرقمي في مؤسسات الدولة وميكنة العمليات الخدمية الحكومية، موضحا أنه تم الاتفاق على تأسيس (شركة مشتركة) تشرف على أعمال التحول الرقمي في ليبيا، إلى جانب وضع آليات لتحفيز القطاع الخاص بليبيا وخلق التكامل في كلا البلدين مع توفير كافة السبل لإنجاح هذه الشراكة.
وكشف رئيس رئيس الشركة القابضة للاتصالات الليبية عن زيارة رئاسية مرتقبة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة في الثاني من يوليو القادم لمصر، معلنا أنه خلال الزيارة سيتم التوقيع على عقود جديدة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، فيما يتعلق بمبادرات مهمة جدا ذات طبيعة التحول الرقمي، وكذلك استثمار مشترك في توطين التقنية بين ليبيا ومصر من خلال مشاريع استثمارية كبري مشتركة.
وأشاد الدكتور قرقاب بما شهده قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بمصر وما تم إنجازه خلال السنوات الأربع الماضية والذي وصفه (بالمعجزة)، وذلك من خلال التحول الرقمي والميكنة وتقديم الخدمات الإلكترونية في كافة أنحاء الجمهورية وما تم القيام به في العاصمة الإدارية الجديدة والتطور السريع في البنية التحتية والتغير على كل المستويات التقنية، وأيضا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي بشكل عام والوعي المجتمعي فيما يتعلق بالرقمنة واستخدام التقنية والتكنولوجيا وتوظيفها للحصول على حياة كريمة كما أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي (مبادرة حياة كريمة) والتي يقودها قطاع الاتصالات وتكنولوجيات المعلومات في مصر.
وأردف قائلا إن :"مصر كانت الرائدة في الأربعينات والخمسينات وما زالت رائدة وقامت بملء الفجوة الرقمية بشكل كبير جدا، وحين نقارنها ببعض الدول الأوروبية من ناحية التطور والتحول الرقمي، نجد أن ما تم إنجازه خلال أربع سنوات في مصر، لو طبق لديهم سيأخذ وقتا يقدر بعشرات السنين لتحقيقه"، فهناك إرادة سياسية قوية جدا لمسناها لدى الأشقاء المصريين.
وأشاد رئيس الشركة القابضة للاتصالات الليبية بالقوانين المصرية والتكنولوجيا المتطورة، مشيرا إلى أن مصر عادت لوضعها الطبيعي وأعطت دفعة قوية لكافة الدول العربية ودول المنطقة لخلق تحالفات حقيقية بحيث يكون لدينا مركزا جغرافيا تكنولوجيا قويا يسمح بأن نكون قوة حقيقية في المنطقة التي ننتمي إليها.
واعتبر المسؤول الليبي أن مصر من أهم الدول في العالم في تصدير الخدمات الإلكترونية والتقنية، منوها إلى فكرة إنشاء استثمار مشترك بين مصر وليبيا في صناعة تقنية كوابل الألياف الضوئية والبصرية بحيث يتم توطينها في البلدين والاستفادة منهما وتصديرهما إلى إفريقيا وأوروبا في المستقبل.
وفيما يتعلق بدور التكنولوجيا في مواجهة بجائحة "كورونا"، قال رئيس الشركة القابضة للاتصالات الليبية إن كثيرا من الدول سقطت وفشلت في التعامل مع الجائحة، بينما نجحت مصر وليبيا من خلال مبادرات شركة المصرية للاتصالات ونظيرتها الليبية فيما يتعلق بمراكز الاستجابة الفورية والمساهمات المجتمعية ومراكز للاستجابة السريعة والرصد والتقصي مما يجعلنا نسرع من تطوير البنية التحتية حتى نتعامل مع كافة التحديات في المستقبل.