مؤشري (الفاو وبلومبرج) يؤكدان على ارتفاع أسعار السلع الأساسية عالميا
أسواق للمعلوماتشهدت أسواق السلع العالمية تضارب في الأسعار خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو، حيث اتسم قطاع المعادن الثمينة والصناعية بالركود النسبي، بينما ارتفعت الأسعار في قطاع الطاقة بشكل ملحوظ.
ارتفع مؤشر بلومبرج للسلع الفورية لأعلى مستوياته في عشر سنوات، نتيجة تنفيذ برامج التحفيز المالي في الولايات المتحدة و التحسن التدريجي الذي شهده الاقتصاد الأمريكي خلال الأسابيع الأخيرة ما أدى إلى تنامي مخاوف التضخّم ، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على المعادن التي تساهم في التحول إلى الاقتصاد الأخضر (النحاس)، بجانب سيطرة أوبك بلس على إمدادات النفط مما سيعزز انتعاش الأسعار على نطاق واسع خلال الأشهر المقبلة.
النفط
ارتفعت أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الماضي لتبلغ ذورتها عقب اجتماع أوبك+ في الأول من يونيو الجاري، حيث أبقت المنظمة على سياستها الإنتاجية بزيادة المعروض 2.1 مليون برميل يومياً حتي شهر يوليو المقبل. وفي ظل تقييم احتمالات استمرار انتعاش الطلب والشكوك المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران، رفضت المجموعة تسريب توقعاتها حول خطواتها التالية.
اقرأ أيضاً
- «IEA» تتوقع وصول الطلب العالمي على النفط بنهاية 2022 إلى 100.6 مليون برميل في اليوم
- النفط يحقق مكاسب أسبوعية بأكثر من 1% و الخام الأمريكي عند 71 دولار
- تراجع أسبوعي لأسعار القمح في البورصات الأمريكية بدعم من هطول الأمطار
- تعرف على ..أسعار ( القمح- الدقيق ) المحلي والعالمي ليوم السبت 12 يونيو 2021
- تعرف على .. أسعار الأرز المحلي والعالمي ليوم السبت 12 يونيو 2021
- تعرف على أسعار زيت (الذرة - عباد الشمس) في السوق المحلي اليوم السبت
- وكالة الطاقة الدولية نتوقع زيادة نمو المعروض النفطي العالمي بمعدل أسرع في عام 2022
- (IEA ) : عودة الطلب العالمي على النفط بحلول نهاية عام 2022 إلى مستويات ما قبل كورونا
- الصين تصدر قانونًا لمواجهة العقوبات الأجنبية والضغوط الأمريكية
- «ميناء دمياط» رصيد صومعة الحبوب في القطاع العام 124 ألف طن والقمح في الخاص 42 ألف طن
- تعرف على.. أسعار النحاس في السوق المحلي والعالمي اليوم الجمعة 11 يونيو 2021
- تعرف على أسعار الأرز محليًا و عالميًا في عطلة نهاية الأسبوع الجمعة 11 يونيو 2021
وعلى الجانب الآخر، يعرقل انتعاش الطلب العالمي على الوقود تشديد قيود الإغلاق في آسيا بفعل تداعيات أزمة فيروس كورونا المتحور، في حين تتركز توقعات الطلب الإيجابية في الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا.
وتوقعت أوبك أن تعاني الأسواق العالمية من نقص الإمدادات خلال النصف الثاني من العام، وبالتالي منع أي إنتاج إضافي من أوبك+ أو إيران أو النفط الصخري الأمريكي. و سجل خام برنت مستوى 72 دولار، و اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 70 دولار ليسجل أعلى مستوياته منذ عام 2018؛ مستنداً إلى انخفاض المخزونات الأمريكية الموسمية من البنزين قبل موسم القيادة الصيفي الذي يتوقع ازدحامه، وتأخُر مخزونات النفط الخام في ولاية كوشينغ التي تعد مركز تسليم خام غرب تكساس الوسيط عن متوسط الخمس سنوات. وتفاقم الأمر بسبب غياب أي مؤشرات واضحة حتى الآن حول ارتفاع الإنتاج من قطاع النفط الصخري.
الذهب
اتجه الذهب نحو تسجيل أسوأ تراجع أسبوعي له منذ مارس، حيث شهد موجة من جني الأرباح بعد الارتفاع القوي منذ بداية إبريل. حيث اخترق الذهب مستويات فنية رئيسية، و حافظت السوق على ارتفاعها الثابت بفعل إحدى الصفقات الأساسية طويلة الآجل من جانب الصناديق. وازداد خطر حدوث تصحيح بعد التداول في منطقة ذروة الشراء خلال الأسبوعين الماضيين.
وتحت ضغوطات تعافي أداء الدولار وارتفاع عائدات السندات الأمريكية بعد صدور البيانات الإيجابية الأخيرة عن الاقتصاد الأمريكي، عادت السوق للتركيز على خطورة اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو تشديد السوق في وقت أبكر من التوقعات. ونجح الذهب في تعويض بعض خسائره السابقة بعد تقرير الوظائف غير الزراعية الذي أصدرته الولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة والذي جاء أضعف من التوقعات.
النحاس
تراجع النحاس إلى أدنى مستوياته الأسبوعية عند تسوية تداولات الجمعة ليسجل 9852 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، بعد أن لامس مستوى 10,700 دولار في أوائل مايو ، نتيجة ضعف الطلب الصيني و استقرار مخزونات النحاس بالقرب من أعلى مستوياتها في عشرة شهور في مستودعات بورصة لندن، و أيضاً خفض المضاربون صافي صفقات الشراء على المكشوف بنسبة 63% منذ ديسمبر، بينما تشير التوقعات طويلة الأجل إلى ارتفاع الأسعار نتيجة عدم مرونة العرض تجاه تلبية الطلب المتزايد، علاوة على تعزيز التوجّه نحو المشاريع الكهربائية.
ارتفاع مؤشر الفاو لأسعار السلع الغذائية خلال شهر مايو
صعد مقياس الأمم المتحدة لتكاليف الغذاء العالمية للشهر الثاني عشر على التوالي في مايو - أطول امتداد له خلال 10 سنوات - ، مما يدعم تسريع وتيرة التضخم و اتجاه البنوك المركزية لتقليص الحوافز المالية ، حيث ارتفع مؤشر الفاو لأسعار الغذاء العالمية بنسبة 4.8% خلال شهر مايو ليسجل زيادة سنوية بحوالي 40%، وأظهر المؤشر اتجاهاً تصاعدياً في مختلف المكونات الغذائية الخمس وعلى رأسها السكر والزيوت واللحوم، كما ارتفع مؤشر بلومبرج للسلع الزراعية - الذي يقيس أسعار الحبوب منها: السكر والبن - بنسبة 70 % خلال عام 2020.
العوامل الداعمة لارتفاع الأسعار عالمياً
أدى الجفاف في أمريكا الجنوبية إلى ذبول المحاصيل و تقلص الإنتاج من الذرة- فول الصويا- البن- والسكر، بجانب تزايد مشتريات الصين القياسية نتيجة أزمة إمدادات الحبوب و ارتفاع التكاليف بالنسبة لمنتجي الثروة الحيوانية في العالم، كما ارتفعت أيضاً زيوت الطعام بسبب الطلب على الوقود الحيوي.
وعلى غرار ما حدث قبل عشر سنوات، أدت الارتفاعات العالمية إلى إلحاق الضرر ببعض الدول الفقيرة المعتمدة على الاستيراد في الوقت الذي تسعي فيه جميع الدول إلى مكافحة التداعيات الاقتصادية لجائجة كورونا.
تراجع أسعار القمح و الأرز بالرغم من أزمة التضخم الغذائية
وتتمثل إحدى الملاحظات الإيجابية في الانخفاض النسبي في أسعار القمح والأرز بشكل خاص - أهم السلع الغذائية الأساسية في العالم- ، حيث ارتفعت تداولات القمح الفرنسي الغني بالبروتين في باريس بنسبة 26% (أعلى من متوسطها لمدة خمس سنوات)، فيما لم تتجاوز نسبة ارتفاع أسعار الأرز التايلندي الأبيض 12% والذي يعتبر المعيار الآسيوي، ويستفيد الأرز التايلندي الأبيض من حقيقة إنتاجه للاستهلاك البشري بشكل رئيسي، بينما يرى آخرون طلباً عليه لإنتاج علف الماشية والوقود الحيوي.
في الوقت الحالي، سيكون الطقس الصيفي عبر نصف الكرة الشمالي حاسمًا في تحديد ما إذا كانت المحاصيل في الولايات المتحدة وأوروبا يمكن أن تعوض نقص المحاصيل في أمريكا الجنوبية أم لا..