بعد تقلبات حادة في 2022.... ما الذي ينتظر أسعار النفط خلال 2023؟
عبدالرحمن طه أسواق للمعلوماتشهدت أسعار النفط في السوق العالمي تقلبات عنيفة خلال العام الجاري 2022، فقد وصلت خلال تعاملات شهر مارس الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ الأزمة المالية في 2008، في حين عاودت الأسعار الهبوط بنهاية العام وسط مخاوف الركود الاقتصادي، فما هي أهم العوامل التي أثرت على أسعار النفط في 2022، وما أبرز التوقعات للأسعار خلال العام المقبل؟.
الحرب الروسية الأوكرانية
برزت الحرب الروسية الأوكرانية في بداية العام الجاري، وتحديدًا منذ نهاية فبراير الماضي، كلاعب هام في سوق الطاقة العالمي، إذ أثرت بشدة على أسعار النفط والغاز، باعتبار أن روسيا تعتبر من أبرز منتجي الوقود الأحفوري في العالم.
وفي الشهر التالي لبدء الحرب، سجلت أسعار خام برنت ذروتها عند 139 دولار للبرميل، كأعلى سعر وصلت إليه منذ يوليو 2008، وذلك بدعم من مخاوف تقلص الإمدادات الروسية عقب العقوبات الغربية التي تفرضها الدول الأوروبية على موسكو.
وتعتبر روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، بطاقة إنتاجية تقترب من 11 مليون برميل يوميًا، وتعتبر كذلك من أبرز الأعضاء في منظمة النفط "أوبك بلس" بجانب المملكة العربية السعودية، إذ تتحكم تلك المنظمة في معظم إنتاج النفط في العالم.
الركود الاقتصادي
اقرأ أيضاً
- أسعار الفحم عالميا ترتفع 150% خلال 2022
- تراجع استهلاك الكرتون.. ناقوس خطر يعكس تباطؤ الاقتصاد العالمي
- وزير النفط العراقي: حقل الرميلة له الأولوية في خطة تعزيز الإنتاج بحلول 2027
- رئيس الوزراء يلتقي وزير التموين لمتابعة موقف توافر السلع في الأسواق
- «انهيار متواصل».. اعرف أسعار الذهب اليوم في منتصف التعاملات
- جهود الحكومة لضبط الأسواق والحد من ارتفاع أسعار السلع
- توقعات باتجاه الاقتصاد العالمي للركود خلال عام 2023
- الدينار الكويتي يلامس الـ81 جنيهًا.. أسعار العملات اليوم مقابل الجنيه
- سعر اليورو اليوم الإثنين في مصر.. «ميد بنك» الأعلى للبيع
- سعر الدولار اليوم يسجل أعلى مستوى للشراء في «أبوظبي الإسلامي»
- الاقتصاد العالمي يتجاوز 100 تريليون دولار خلال عام 2022.. لأول مرة
- إيرادات النفط الخام العراقية تتجاوز 8 مليارات دولار خلال نوفمبر الماضي
ومنذ مارس الماضي، رفع البنك الفيدرالي أسعار الفائدة لتصل إلى 4.5% حتى منتصف ديسمبر الجاري، بعدما كانت في نطاق 0.25% في بداية العام.
وازادات توقعات الأسواق بوقوع ركود اقتصادي عالمي خلال العام المقبل، وتزايدت التوقعات بعدما حقق الاقتصاد الأمريكي ربعين متتالين من الانكماش خلال النصف الأول من العام الجاري.
ومع تزايد توقعات الركود الاقتصادي، ظلت أسعار النفط في مسار هبوطي بعدما بلغت ذروتها في مارس الماضي، لتصل إلى أدنى سعر لها خلال العام الجاري يوم 7 ديسمبر عند 75 دولارًا للبرميل.
الإجراءات الصحية في الصين
أدت السياسة المتشددة التي انتهجتها الحكمة الصينية لمواجهة فيروس كورونا إلى دخول أسعار النفط في نطاق ضيق، إذ تعتبر الصين المستورد الأبرز للنفط في العالم.
ومنذ بداية العام الجاري، ينتهج الحزب الحاكم في الصين سياسة "صفر كوفيد" والتي من شأنها استمرار العمل بالإجراءات الصحية المتشددة التي تعيق سير الأنشطة الصناعية بطريقة طبيعية في المدن الكبرى، وهو ما أثر سلبًا على الطلب العالمي على النفط، ما يعمق جراح النفط خلال 2022.
إنتاج أوبك والمخزونات الأمريكية
رفضت أوبك بقيادة المملكة العربية السعودية، طلب الإدارة الأمريكية بزيادة إنتاج النفط وتهدئة الأسعار في أكثر من مناسبة خلال العام الجاري، وهو ما دفع إلى تدهور العلاقات السعودية الأمريكية.
أدى ذلك إلى قرار البيت الأبيض بضخ نحو مليون برميل يوميًا من المخزونات الأمريكية في السوق اعتبارًا من أبريل الماضي ولمدة 6 أشهر؛ لتعزيز الإمدادات وخفض الأسعار قبيل الانتخابات الصيفية التي انتهت في نوفمبر الماضي.
وعلى إثر التراجع الكبير في أسعار النفط، قررت «أوبك بلس» بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا تخفيض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل اعتبارا من نوفمبر الماضي، وهو ما يسري على السوق النفطية حتى منتصف 2023، ولكن يبقى السؤال، ماذا عن توقعات الأسعار في 2023؟
توقعات أسعار النفط في 2023
مع نهاية العام الجاري، طرأت على الأسواق متغيرات جديدة، فقد فرض الاتحاد الأوروبي سقف سعري على الخام الروسي عند 60 دولارًا للبرميل، مع تقييد الواردات الأوروبية من النفط الروسي المنقول بحرًا بشكل تام اعتبارا من 5 ديسمبر 2022، وهو ما يُتوقع أن يكون له أثر إيجابي على الأسعار وخاصة مع تهديدات روسيا بتقليص الإنتاج.
وإلى جانب ذلك، أعلنت الحكومة الصينية في ديسمبر الجاري بدء التخلي عن السياسة المتشددة التي كانت تتبعها ضد فيروس كورونا، ما يزيد الاحتمالات بارتفاع الطلب على الخام من قبل ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ومع استمرار تقليص الإنتاج من قبل أوبك خلال الأشهر الاولى من العام المقبل، إلى جانب ضعف تدفق الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة الأحفوري، من المتوقع زيادة أسعار النفط.
وفي أحد تقاريره الصادره نهاية نوفمبر الماضي، توقع بنك جي مورجان أن تصل الأسعار إلى ذروتها عند 150 دولارًا للبرميل في عام 2023، حيث تتحكم أوبك بلس في العرض وتدافع عن أسعار النفط.
وبالرغم من ذلك، من المتوقع أن تحد مخاوف الركود الاقتصادي من مكاسب الخام، حيث خفض بنك غولدمان ساكس توقعاته لأسعار النفط لعام 2023 ليصل إلى متوسط يبلغ 98 دولارا للبرميل، في حين توقع بنك «أوف أمريكا» ارتفاع سعر برميل خام برنت إلى 110 دولارات في عام 2023.