أزمة الطاقة تقود أوروبا إلى حافة الانهيار.. وروسيا الملاذ الوحيد
شيماء شريف أسواق للمعلوماتقفزت أسعار الطاقة بشكل حاد مؤخرًا في أوروبا تزامنًا مع انتعاش الاقتصاد العالمي عقب تداعيات جائحة كورونا السلبية، بجانب السياسة التي تبنتها الدول الأوروبية للتخلص من الوقود الأحفوري والانتقال إلى الطاقة النظيفة، واستنفاد مخزونات الغاز الطبيعي بسبب الشتاء الطويل خلال العام الماضي، حيث ارتفعت تكلفة الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية تجاوزت 400% في بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، ما انعكس سلبًا على فواتير المنازل والشركات.
تداعيات الأزمة
ومن المرجح أن تستمر الأزمة مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد استخدام الغاز في أغراض التدفئة، بجانب ارتفاع الطلب الآسيوي على الغاز الطبيعي المسال (LNG)، بالإضافة إلى تراجع الإمدادات الروسية من الغاز عن مستويات ما قبل وباء كورونا.
في الوقت نفسه، تقلصت مصادر الطاقة الأخرى فلم تكن طاقة الرياح خلال فصل الصيف كافية لتوليد الكهرباء، كما اتجهت بلدان العالم للتخلص من الفحم بسبب أزمة المناخ وانبعاثات الكربون، وأيضاً تعتزم ألمانيا خفض الطاقة النووية تدريجيًا حتى عام 2022.
وفي بريطانيا، تواجه الحكومة أزمة مركبة من ارتفاع أسعار الطاقة مع اختناقات سلاسل التوريد الناتجة عن نقص سائقي شحنات نقل البضائع والعمالة الموسمية في بعض القطاعات، حيث زادت فواتير الكهرباء لأكثر من 15 مليون أسرة بحوالي 30% بجانب إغلاقات جزئية لعدة شركات ومصانع وتهديدات للأخرى بالتوقف عن العمل على المدى القريب بسبب أزمة توليد الكهرباء.
اقرأ أيضاً
- تراجع نسبي لعقود الغاز الأمريكي في بورصة نيويورك
- وزير السياحة يعقد عدداً من اللقاءات المهنية مع كبري منظمي الرحلات وشركات الطيران في بريطانيا
- وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية تشارك بحلقة نقاشيه حول «آثار التغيرات المناخية من منظور مجتمعي»
- المملكة المتحدة تعلن عن تمويل بقيمة 50 مليون جنيه استراليني لدعم الطاقة في شمال أفريقيا و الشرق الأوسط
- الإمارات و ألمانيا تيحثان التعاون المشترك في مجال الوقود الصناعي و الهيدروجين الأخضر
- حصاد 83 % من ”الذرة“ في بيلاروسيا خلال الموسم الجاري
- روسيا تحصد ”78 مليون طن“ من القمح خلال الموسم الجاري
- الجزائر توقف خط أنابيب الغاز الممتد لإسبانيا عبر المغرب نتيجة الخلاف الدبلوماسي
- الإحصاء: 333.5 مليار جنيه قيمة الإنتاج الصناعي خلال الربع الثاني لعام 2020
- ”النواب” يوافق على اتفاقية المقر بين مصر ومنتدى غاز شرق المتوسط
- روسيا: بلغ إجمالي مخزون الحبوب 32 مليون طن اعتبارًا من 1 أكتوبر
- قناة السويس تسجل أعلى حمولة شهرية في تاريخها بـ112.1 مليون طن خلال أكتوبر
وفي السياق ذاته، أشار وزير الأعمال لحزب العمال المعارض أن الحكومة البريطانية هي الفاعل الرئيسي لتلك الأزمة نظرًا لقيامها بإغلاق مواقع تخزين الغاز، وتعطيل محطات توليد طاقة الرياح، وخفض الدعم الحكومي للطاقة الشمسية، بالإضافة إلى إيقاف برنامج إنتاج الطاقة من محطات نووية، مع عدم طرح خطة بديلة طويلة الأمد لضمان كفاءة إنتاج الطاقة.
وأعلنت إسبانيا أيضًا عن إجراءات طارئة لخفض فواتير الطاقة، حيث قفزت فاتورة الكهرباء بحوالي 200% لتصل إلى 90,65 يورو - لتسجل رابع أعلى ارتفاع في تاريخ إسبانيا-، وقد تعهد وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب في تصريحاته يوم الثلاثاء 12 أكتوبر أن بلاده سوف تقوم بزيادة توريدات الغاز لإسبانيا إلى 10.6 مليار متر مكعب في ديسمبر بدلا من 8 مليار متر مكعب.
كما شهدت ألمانيا ارتفاعًا غير مسبوق منذ 40 عامًا في أسعار وارداتها لتصعد بنسبة 16.5% على أساس سنوي في أغسطس الماضي، ويُعزى الارتفاع إلى واردات الطاقة حيث زادات تكلفة الغاز الطبيعي بنسبة 177% والنفط الخام بنسبة 64% مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.
وفي ظل الأزمة الراهنة، طالبت فرنسا بأن تلعب الطاقة النووية دورًا فعالًا في توليد الكهرباء وإدراجها ضمن خريطة التمويل الأخضر التي تقودها أوروبا - وسط معارضة ألمانيا-، حيث تشكل الطاقة النووية 70% من توليد الكهرباء في فرنسا.
ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الفرنسي ماكرون خلال الأسبوع الجاري خطته لبناء 6 محطات نووية، حسبما ذكرت فاينشال تايمز.
روسيا الملاذ الوحيد لدى أوروبا
وخلال انطلاق فعاليات "أسبوع الطاقة الروسي" ألقى الرئيس بوتين كلمته الافتتاحية يوم الأربعاء موجهًا عدة تصريحات منها:
- أن بلاده على أتم الاستعداد لزيادة توريدات الغاز لدول أوروبا، وبالفعل رفعت "غاز بروم" من إمداداتها إلى أوروبا بنسبة 10% هذا الشهر.
- الاستمرار في إطلاق مشروع "السيل الشمالي-2" لتوصيل الغاز من روسيا إلى ألمانيا عبر قاع بحر البلطيق رغم العواقب الإدارية.
- تسعى روسيا لزيادة حصتها من سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي إلى 20% بحلول عام 2035.
- كما حذر من خطورة زيادة ترانزيت الغاز الروسي عبر أوكرانيا.