البرازيل تخطط لتعزيز مساحة محاصيل الذرة الأولى في موسم 2021/22 فى ظل إغراء فول الصويا
أسواق للمعلوماتمن المرجح تراجع الخطط التي وضعتها الحكومة البرازيلية في وقت سابق من هذا العام لزيادة كمية الذرة التي يزرعها المزارعون في الحصاد الأول ، وذلك بسبب استمرار إغراء فول الصويا ، والذى يتغلب على أي حوافز تدعمها الدولة ، وذلك وفقا لما قالته مصادر تجارية .
حيث جاءت هذه الخطوة فى ظل سيادة مخاوف ، بشأن أن محصول الذرة الأول - المزروع مع محصول فول الصويا الرئيسي والذي يستخدم بشكل أساسي لتلبية احتياجات الأعلاف المحلية في البرازيل - يفقد قوته في مواجهة ارتفاع زراعة فول الصويا بجانب سوء أحوال الطقس التى أثرت على مراحل الزراعة و النمو الرئيسية
قال محلل سوق الحبوب والصحفي الزراعى فى شركة (Agrural) لاستشارات السوق المحلية - تركز على التسويق الزراعي والاستثمار في الأسواق المالية والسلع- دانييلي سيكويرا : (في بداية العام ، مباشرة بعد الفشل في ولايات ريو غراندي دو سول وسانتا كاتارينا ، أعلنت الحكومة الفيدرالية البرازيلية عن بعض الإجراءات لمحاولة تعزيز المنطقة المزروعة في موسم 2021/22 ، الذي على وشك البدء).
ترقى التدابير على نحو واسع إلى تحسين الوصول إلى التمويل و تحقيق سعر مضمون للذرة والذرة الرفيعة في ظل الظروف الاستثنائية ، و لكن المصادر التجارية ألقت بظلال من الشك على ما إذا كانت الإجراءات ستوقف الانحدار في زراعة المحاصيل الأولى للذرة - لا سيما في مواجهة أسعار فول الصويا القوية.
قال مصدر تجاري : (لا أعتقد أن هذه الجهود ستحدث أي تغيير جوهري ، من المحتمل أن يزداد محصولنا ولكن من خلال السوق نفسه ) ، ولكن حتى قوى السوق -فى ظل ارتفاع أسعار الذرة عالميا- يمكن أن تتعطل بسبب الحقائق الحادة فى هذا الموسم المضطرب.
قال فيكتور مارتينز من مجموعة شركات (Markets Hedgepoint Global) لاستراتيجيات التحوط : (تدرس الحكومة طرقًا لإجبار المزارعين على زيادة مساحة محصول الذرة الأول لتعويض الندرة الحالية) ، و لكن الصقيع الأخير كان له تأثير سلبي على إنتاج البذور وأي زراعة مبكرة.
كما قال مارتينز : (إلى جانب انخفاض إمدادات البذور ، أثرت ظروف الصقيع على جودتها وقوة النبات في المراحل المبكرة من النمو) ، ومن المتوقع أن يبدأ المزارعون الزراعة في شهري أغسطس وسبتمبر في ولايات مثل ريو غراندي دو سول.
حتى في مواجهة هذه التحديات ، من المرجح أن يستمر إغراء فول الصويا في السيطرة على نوايا المزارعين ، حيث قد يؤدى إلى توسع اتجاه زراعة أقل من محاصيل الذرة الأولى و زيادة محاصيل الذرة الثانية ، والتي استمرت منذ أوائل التسعينيات.
" Conab" الأتجاه الهبوطى فى المساحات المزروعة من محصول الذرة الأول لتبلغ 4.1 مليون هكتار
تظهر البيانات من وكالة الغذاء البرازيلية (Conab) التحول فى المساحات المزروعة ، حيث بلغت زراعة محصول الذرة الأول ذروته في موسم 1986/87 ليسجل 14 مليون هكتار ، قبل أن ينخفض ببطء لتبلغ 4.1 مليون هكتار بحلول موسم 2018/19.
" Conab" مساحة محصول الذرة الأول فى البرازيل تمثل 22 ٪ من إجمالي المساحة المزروعة بالذرة
على الرغم من أن المساحة المزروعة زادت خلال الموسمين الماضيين ، حيث ارتفعت إلى 4.3 مليون هكتار في موسم 2020/21 ، إلا أنها استمرت في التقلص كنسبة من إجمالي محصول الذرة ، حيث تمثل 22 ٪ من إجمالي المساحة المزروعة ، وهي أقل مساحة تم تسجيلها على الإطلاق ، وذلك وفقًا لـ بيانات (Conab) .
ويأتي ذلك في وقت يتزايد فيه الطلب المحلي للبرازيل ، حيث تسعى البرازيل جاهدة لتلبية احتياجات العرض لقطاع الثروة الحيوانية المزدهر ، فى ظل الأرتفاع المتزايد بشكل طفيف فى إنتاج إيثانول الذرة.
فى ظل تزايد أحوال الطقس الغير ملائمة -حيث تعاني البرازيل من ظروف حارة وجافة أضرت بالمحصول الأول وأخرت زراعة فول الصويا ، وأعقبها طقس بارد- من المرجح أن يلعب محصول الذرة الثاني دورًا متزايدًا في تلبية تلك الأحتباجات المحلية .
وقالت شركة (Siqueira) : (لن يقوم المزارعون بزيادة مساحة محصول الذرة الأول فى موسم 2021/22 ، لإنهم يتجهون إلى فول الصويا ، لن نشهد زيادة في مساحة الذرة الأولى) .
إذا كان الأمر كذلك ، فهذه ديناميكية يمكن أن تضغط على قوة اندفاع تصدير البرازيل في المواسم المستقبلية ، حتى لو استمرت مساحة محصول الذرة في التوسع فى ظل زيادة زراعة فول الصويا.