«بعد رفع قيود كورونا».. الصين تسعى للعودة بقوة والهيمنة على الاقتصاد العالمي
شادي ممدوح أسواق للمعلوماتعاودت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم فتح الأعمال التجارية؛ بعد 3 سنوات من سياسية «صفر كوفيد» الصارمة، وينتهج الرئيس الصيني شي جين بينج سياسة الاكتفاء الذاتي، فضلاً عن سياسات البنك المركزي الصيني المعتدلة في التعامل مع التضخم، ما يعكس نموًا كبير في الاقتصاد وطلب مرتفع على السلع المختلفة.
تمتلك الصين تأثير هائل على الاقتصاد العالمي فالتباطؤ في البلاد يضع عبئًا على النمو العالمي ويمكن أن يجلب الركود إلى البلدان التي تعتمد بشكل كبير على التجارة مع الشركاء الصينيين.
اقتصاد الصين
انخفض النمو الاقتصادي للصين إلى 3.0% في عام 2022، وهو أحد أدنى المستويات منذ أكثر من نصف قرن، ليسجل نحو 121 تريليون يوان (حوالي 17.65 تريليون دولار أمريكي) في عام 2022، وفقًا لبيانات معهد الصين للتخطيط التنموي، فيما توقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد الصيني بنسبة 5.2% في عام 2023، بزيادة 0.8% عن التوقعات في أكتوبر من العام الماضي.
من عام 2020 إلى عام 2022، سجلت الصين متوسط معدل نمو سنوي قدره 4.5%، متجاوزًا المتوسط العالمي، وأعلى بكثير من الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة وألمانيا.
اقرأ أيضاً
- بيانات المنظمات المشتركة: تزايد الطلب العالمي على النفط في ديسمبر الماضي
- «المركزي الهولندي»: أزمة الحرب الأوكرانية كشفت نقاط ضعف الاقتصاد العالمي
- الصين تثبت معدل الإقراض للشهر السادس على التوالي
- البتروكيماويات في الصين تحقق إيرادات قياسية خلال 2022
- أكبر مشترٍ للنفط الروسي.. الصين تسعى لزيادة الواردات من موسكو
- الرئيس الصيني يوجه الحكومة بدعم الاستهلاك والاستثمار داخل البلاد
- «الطاقة الدولية» ترفع توقعات الطلب العالمي للنفط خلال 2023
- 3 أزمات متتالية سببت هزة عنيفة لبنية الاقتصاد العالمي.. وزير المالية يكشفها
- المركزي الصيني: رقم قياسي من القروض خلال يناير بأسرع وتيرة منذ 2016
- صادرات البنزين من الصين تسجل أدنى مستوى لها منذ 8 سنوات
- أوبك: نتوقع أن يتجاوز الطلب على النفط هذا القدر
- أسعار وقود الطائرات تصل إلى أعلى مستوياتها منذ 12 عاما
تشهد أحدث البيانات بعد فتح الاقتصاد على جاذبية الصين المتزايدة للمستثمرين الأجانب، وأظهرت بيانات من وزارة التجارة يوم الإثنين 20 فبراير، أن الاستثمار الأجنبي المباشر في البر الرئيسي الصيني، توسع بنسبة 10% على أساس سنوي إلى 19.02 مليار دولار أمريكي في يناير.
تنمو وتيرة النشاط التجاري، حيث تعمل خطوط الإنتاج في المصانع في جميع أنحاء البلاد بكامل طاقتها مع تدفق الطلبات تطلق العديد من المدن، بما في ذلك بكين وشنغهاي ، حملات توظيف لتلبية الطلب المتزايد على العمالة.
سياسة الرئيس الصيني شي
نشرت المجلة الإيديولوجية للحزب الشيوعي الصيني الحاكم "Qiushi" نقلاً عن الرئيس شي جين بينغ، دعوته إلى اتخاذ تدابير "لتوسيع الطلب المحلي" في أعقاب عمليات رفع الاغلاق والتوقف عن قيود سياسية صفر كورونا.
وأفاد شي، "بأن الطلب الكلي غير الكافي هو تناقض بارز يواجه الاقتصاد حاليًا"، مستشهداً باستجابة بكين الناجحة للأزمة المالية الآسيوية لعام 1998 والأزمة المالية العالمية لعام 2008، والتي قامت الحكومة بعدها بتمويل مشاريع بنية تحتية ضخمة، بما في ذلك الطاقة الكهرومائية والطرق والسكك الحديدية سريعة لتعزيز الطلب المحلي.
وقال، إن الحكومة ستظل بحاجة إلى دفع الاستثمار ببرامجها الخاصة لتحفيز الاستثمار الخاص وبناء "بنية تحتية حديثة" في المناطق الحضرية بالإضافة إلى إزالة الروتين الذي يمنع المستثمرين من القطاع الخاص من المساهمة في تطوير البنية التحتية.
وعلى صعيد آخر، دعا شي إلى رقابة أفضل على ديون الحكومة المحلية، من أجل "نزع فتيل المخاطر" في تلك المنطقة من خلال عمليات الاندماج والإشراف على أعباء ديون الحكومة.
البنك المركزي الصيني
أعلن البنك المركزي الصيني (بنك الشعب)، يوم الإثنين 20 فبراير 2023، الحفاظ على أسعار الإقراض القياسية دون تغيير عند 3.65% للشهر السادس على التوالي، وهو ما يتوافق مع التوقعات السابقة، كذلك حافظت بكين على معدل فائدة الإقراض لمدة 5 سنوات، وهو معيار لفائدة الرهون العقارية دون أي تغيير عند 4.3 %، بحسب بلومبرج.
أيضًا، قد يخفض المركزي الصيني أسعار الفائدة الرئيسية ويدفع أسعار القروض المصرفية إلى الانخفاض في الأشهر المقبلة، نظرًا للتحديات التي تواجه توقعات النمو في ضوء الأزمة العقارية، وضعف الصادرات وهشاشة ثقة المستهلك.
تأتي سياسة المركزي الصيني، من أجل توفير القروض على نطاق واسع وبأسعار مخفضة مما يدعم النمو الاقتصادي و زيادة الإنتاج والتوظف في البلاد بعد تخفيف القيود الصارمة لكوفيد-19.
الطلب الصيني على النفط
رفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، الأسبوع الماضي، في تقريرها الشهري، توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 2.32 مليون برميل يوميا أو 2.3%، وجاءت التوقعات بزيادة حوالي 100 ألف برميل يوميا مقارنة مع توقعات الشهر الماضي، وذكرت أن المحرك الرئيسي لنمو الطلب على النفط في عام 2023 سيكون تخفيف الصين من القيود الخاصة بكوفيد والمفروضة على التنقل وتأثير ذلك على البلاد والمنطقة والعالم.
جدير بالذكر، أن الصين، أكبر مستورد للخام في العالم والمشتري الثاني للغاز الطبيعي المسال، وأكبر عامل مؤثر في أسواق النفط والغاز العالمية في عام 2023، حيث يراهن المستثمرون على سرعة تعافي بكين بعد أن رفعت القيود COVID في ديسمبر ـ وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
من جانبه، أكد فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: على هامش مؤتمر أسبوع الطاقة الهندي "نتوقع أن يأتي نحو نصف النمو في الطلب العالمي على النفط هذا العام من الصين، ولفت إلى، أن الطلب على وقود الطائرات في الصين آخذ في الازدياد، ما يعزز الطلب.