بعد انتهاء «عام شتاء العملات المشفرة».. ما هي أبرز توقعات البيتكوين في 2023؟

بعد انتهاء «عام شتاء العملات المشفرة».. ما هي أبرز توقعات البيتكوين في 2023؟

أظهرت العملات المشفرة خلال عام 2022 تقلبات عنيفة، فقد وقعت بين عواصف البنك الفيدرالي وأسعار الفائدة المرتفعة، وبين سقوط الشركات الكبرى في سوق الكريبتو، حتى أن الخبراء أطلقوا على العام الماضي «عام شتاء العملات المشفرة».

ويأتي عام 2023، حاملًا في طياته آمال للمستثمرين للانتعاش مرة أخرى، وخاصة مع تباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة، إلى جانب القوانين الصارمة التي ستطلقها البنوك المركزية؛ لإعادة تنظيم القطاع، فما هي أهم العوامل التي أثرت على سوق الكريبتو في 2022، وما هي أبرز التوقعات للعام الجديد؟.

الأموال الرخيصة

مع بدء جائحة كورونا في نهاية 2019، مرورًا بالإغلاقات الصحية في أغلب دول العالم في الأشهر الأولى من 2020، بدأت البنوك المركزية وعلى رأسها البنك الفيدرالي في ضخ ترليونات الدولارات على هيئة إعانات بطالة للمتضريين من الإغلاقات الصحية، ومع تدفق «الأموال الرخيصة»- الائتمان الميسر- في الأسواق، وتدني أسعار الفائدة، انتعشت أسواق الأسهم- وخاصة الأسهم التكنولوجية- هذا إلى جانب وصول سعر البيتكوين قرب 70 ألف دولار مرتين خلال 2021.

ومع بداية 2022، افتتحت البيتكوين، تعاملات العام، فوق مستويات 40 ألف دولار، حتى بلغت ذروتها في مارس الماضي؛ لتتخطى حاجز 45 ألف دولار.

البنك الفيدرالي

مع بدء أولى عمليات تشديد السياسة النقدية من قبل البنك الفيدارلي في مارس الماضي، دخلت العملات المشفرة في مسار هبوطي، مع ارتفاع تكلفة الإقراض؛ لتتوالي بعد ذلك العديد من الأزمات، وتزيد من آلام السوق.

وفي منتصف مايو الماضي، ظهرت أولى بوادر الأزمات في السوق؛ عندما اختلت العملة المستقرة «تيرا»، والتي من المفترض أنها مدعومة بالدولار الأمريكي، إلا أنها اختلت، وهبطت قيمتها أدنى من المستوى المستقر عند واحد دولار؛ لتفقد نحو 70% من قيمتها في خلال أيام، وأدى ذلك إلى انهيار العملة التابعة لها «لونا»، والتي كانت واحدة من أكبر 10 عملات رقمية في سوق التشفير، بأكثر من 95%.

وزاد ذلك من الهبوط العنيف الذي دخلت فيه العملة الأكبر في سوق العملات الرقمية «البيتكوين»؛ لتصل بنهاية مايو، إلى حدود 29 ألف دولار.

تبع ذلك، سقوط العديد من الشركات العاملة في القطاع؛ حيث أفلس صندوق «Three Arrows Capital» بنهاية مايو 2022، وكذلك أفلس صندوق «Voyager Digital»، والذي كان أكبر مقرض للشركة الأولى.

إفلاس الشركات

استمرت البيتكوين بعد ذلك في نطاق ضيق؛ حيث أدى استمرار البنك الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة؛ إلى تراجع انخفاض سعر العملة، إلى نطاق 25 ألف دولار، ومع إفلاس الكثير من الشركات الأخرى بسبب ارتفاع تكلفة الإقراض؛ واصلت العملات المشفرة في نطاقها الضيق.

وفي نهاية 2022- وتحديدًا في شهر نوفمبر- أفلست منصة «FTX»، المقرض الرئيسي للشركات المنهارة في القطاع.

ومع إفلاسها؛ أعلنت العديد من الشركات، الإفلاس هي الأخرى؛ إذ كانت «FTX» هي المنقذ للشركات المتعثرة في قطاع العملات المشفرة، ما زاد من معاناة القطاع.

أدى ذلك كله إلى تراجع عملة البيتكوين من نطاق 21 ألف دولار للوحدة؛ لتصل إلى حدود 15 ألف دولار، بنهاية العام.

وبلغ إجمالي خسائر العملات المشفرة في 2022، نحو 1.4 ترليون دولار؛ وذلك على إثر التراجع الحاد التي شهدته البيتكوين.

وبالمقارنة بالمستويات القياسية التي وصلت إليها العملة في 2021؛ نجد أن إجمالي الخسائر تخطى الـ 2 تريليون دولار في نهاية 2022، مع تراجع البيتكوين بنسبة 62% خلال العام ذاته.

توقعات العملات المشفرة في 2023

جاءت توقعات المؤسسات المالية الكبرى، وأكبر المحللين في السوق، بين إيجابية وسلبية؛ فقد توقع بنك «ستاندرد تشادرد» أن يصل سعر البيتكوين إلى 5 آلاف دولار، فيما بلغت توقعات أقصى المتفائلين، الملياردير تيم درابر، عند 250 ألف دولار.

وبين هذا وذاك؛ بلغت تقديرات بنك «جي بي مورجان»، أن تصل العملة الأكبر قيمة في سوق العملات المشفرة، إلى 13 ألف دولار، فيما توقع «دويتشه بنك» أن تصل قيمة البيتكوين إلى 28 ألف دولار.

فيما توقع كبير مسؤولي التكنولوجيا في «Tether»، باولو أردوينو، أن تبلغ قيمة الوحدة من البيتكوين، نحو 50 ألف دولار، في حين أن أنطوني ترينشف، الرئيس التنفيذي لشركة «Nexo» صرح بأن هناك احتمالية أن تصل البيتكوين إلى 100 ألف دولار.