«التنمية المحلية»: 5.5 مليون مواطن استفادوا من مشروعات برنامج التنمية بالصعيد

عقد اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، اجتماعًا مع اللواء طارق الفقي، محافظ سوهاج، واللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، ووفد من البنك الدولي برئاسة مارينا ويس، المدير القطري لمصر واليمن وجيبوتي بالبنك، وعدد من أعضاء المكتب التنسيقي للبرنامج بوزارة التنمية المحلية، وممثل لوزارة التعاون الدولي.

ويأتي اللقاء بالتزامن مع مرور 5 سنوات على انطلاق برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، وفي إطار الزيارة التي تقوم بها بعثة من خبراء رفيعي المستوى من البنك الدولى لمصر، وزيارة محافظات سوهاج وقنا والمنيا.

وفي بداية اللقاء رحب وزير التنمية المحلية ببعثة البنك الدولي، معربًا عن خالص تقديره للجهود التي بذلها فريق وخبراء البنك الدولي مع المكتب التنسيقى للبرنامج ووحدات التنفيذ بالمحافظات على مدار السنوات الـ5 الماضية، وهي الجهود التي ساهمت في نجاح تنفيذ البرنامج وحققت نقلة نوعية في أداء محافظتي قنا وسوهاج.

وأشار آمنة، إلى أن برنامج تنمية الصعيد ساهم خلال السنوات الخمس الماضية في خدمة أكثر من 5.5 مليون مواطن في محافظتى سوهاج وقنا، وأكثر من 100 ألف من مؤسسات وأصحاب الأعمال، وتوفير 396 ألف فرصة عمل من خلال الاستثمارات التي تم تنفيذها في مجال البنية الأساسية وتطوير المناطق الصناعية وتنمية التكتلات الاقتصادية الواعدة باستثمارات تقدر حتى الآن بحوالي 16.3 مليار جنيه.

تنفيذ 4123 مشروع خلال السنوات الماضية

وأوضح أن البرنامج خلال السنوات الماضية نفذ حوالى 4123 مشروع من بينها قرابة 3600 مشروع تم نهوها بشكل كامل والباقى جارى الانتهاء منه حاليًا.

وأضاف الوزير أنه رغم أهمية كافة مشروعات البرنامج إلا أننى أود الإشارة إلى نجاح البرنامج في إحياء استثمارات سابقة في قطاع الصرف الصحي ومياه الشرب تقدر بحوالي 6 مليار جنيه، حيث تم الانتهاء من تنفيذ 7 محطات معالجة بطاقة إجمالية 57 ألف متر مكعب / يوم و20 محطة رفع، وتغطية مدينتين بالكامل و14 قرية بخدمات الصرف الصحي، بالإضافة إلى مد وتدعيم خدمات الصرف الصحي في 10 مدن وقرى بإجمالي عدد مستفيدين 2 مليون مواطن.

جهود برنامج التنمية

وأكد ن البرنامج ساهم في تحسين خدمات مياه الشرب من خلال مد وتدعيم وإحلال وتجديد شبكات مياه الشرب في 44 قرية ومدينة، وإنشاء 4 محطات كبرى لمياه الشرب، فضلًا عن رصف ما يقر من 1000 كيلو متر طرق وتعطية الترع بخلاف 88 مشروعًا للتطوير الحضري ودعم الوحدات المحلية، بخلاف مئات المشروعات في مجال تحسين البيئة وخدمات الإنارة العامة.

وأضاف أن البرنامج لعب دورًا محوريًا في جذب الاستثمارات وتحسين الأوضاع الاقتصادية في محافظتي سوهاج وقنا من خلال المشروعات الجارية لترفيق 4 مناطق صناعية باستثمارات تقدر بحوالي 6 مليار جنيه، ومنها 4.2 مليار جنيه قيد التنفيذ وحوالى 1.9 مليار جنيه قيد الطرق والترسية بخلاف دعم 8 تكتلات اقتصادية بحوالي 500 مليون جنيه، واستثمار 33 مليون جنيه في تطوير المراكز التكنولوجية وتحسين وحوكمة الخدمات الموجهة للمواطنين وقطاع الأعمال.

وقال آمنة، أن نجاحات البرنامج لم تتوقف فقط على المشروعات الإنشائية ولكن تختطها لتطبيق ممارسات مطورة في مجال الإدارة المحلية من خلال تطوير منظومة التخطيط المحلي المتكامل، وإشراك المواطنين في وضع ومتابعة الخطط الاستثمارية، وتطوير برامج الإدارة المحلية وتعزيز الموارد الذاتية للمحافظات، وتطبيق الاعتبارات البيئة والاجتماعية في مشروعات الإدارة المحلية وحوكمة التعاقدات والمتابعة، وإدارة الأصول المملوكة للمحافظات وخطط التشغيل والصيانة.

وأضاف أن الوزارة تشرفت بتلقى تكليف رئيس الجمهورية بتعميم ممارسات برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر ليشمل باقى محافظات الصعيد والمراكز المستهدفة بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة، وبالفعل بدأنا في تطبيق خطة التعميم، ونتطلع لاستمرار دعم البنك الدولي خلال المرحلة المقبلة؛ للاستمرار في تنفيذ الخطة الطموحة التي يسعى البرنامج لتحقيقها، وتعزيز الشراكة الممتدة بين الحكومة المصرية والبنك الدولى.

وخلال اللقاء أشاد اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، بالنتائج التي حققها برنامج تنمية الصعيد على أرض محافظة قنا منذ بداية تنفيذه، وقدم المحافظ الشكر إلى فريق المكتب التنسيقى للبرنامج بوزارة التنمية المحلية وفريق البنك الدولي على كل الجهود التي قاموا بها لنجاح البرنامج على أرض قنا.

وأوضح أن البرنامج عمل في 5 مجالات على أرض المحافظة وعلى رأسها البنية التحتية والتكتلات الاقتصادية والمناطق الصناعية والمراكز التكنولوجية وتنمية القدرات والبناء المؤسسى، مشيرًا إلى أهمية الدور الكبير الذي ساهم البرنامج لتنمية قدرات وتأهيل ورفع كفاءة جميع العاملين بالجهاز الإداري للمحافظة.

وقال إن برنامج تنمية الصعيد ساهم في تنفيذ 1744 مشروع بتكلفة بلغت حوالي 5.5 مليار جنيه، ويسعى البرنامج لتطبيق اللامركزية في عمليات التخطيط والتنفيذ للمشروعات المنفذة والتي يراجعها البنك الدولي وفقًا لشروطه.

وأكد محافظ أن المحافظة أصبح لديها فريق عمل من كوادر الإدارة المحلية مدربين ومؤهلين على أعلى مستوى وفقًا لخبرات البنك الدولي، لافتًا إلى أن محافظة قنا تعد من المحافظات الأولى في تنفيذ مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة؛ بسبب الخبرات الكبيرة التي تم اكتسابها في برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، كما ساهم البرنامج أيضًا في تخفيف نسبة الفقر والبطالة بالمحافظة.

ومن جانبه أكد اللواء طارق الفقي، محافظ سوهاج، أن المحافظة نجحت في تحقيق إنجازات كثيرة عبر برنامج تنمية الصعيد بفضل التعاون وروح العمل الجماعى بين البنك الدولي وفريق المكتب التنسيقي للبرنامج بوزارة التنمية المحلية.

وأضاف الفقى أن البرنامج ساهم في تغير وجه محافظة سوهاج في كافة القطاعات التي يعمل بها، خاصة الدعم المؤسسي وبناء القدرات بالإضافة إلى مشروعات البنية الأساسية في مجالات مياه الشرب والصرف الصحي، وتوفير فرص العمل، وتطوير التكتلات الاقتصادية والمناطق الصناعية، وتحسين حياة المواطنين عبر وجود أسواق ومواقف حضارية.

وأوضح أن المحافظة أصبحت تتمتع بجهاز إداري محلى قوى وكان لذلك فضل كبير في تنفيذ مشروعات حياة كريمة، ومتابعة معدلات التنفيذ بصورة مستمرة.

وأضاف أن برنامج تنمية الصعيد ساهم في تحسين حياة المواطنين في مختلف المراكز والقرى التي عمل بها خلال الفترة الماضية، وساهم في شعور المواطنين بصورة مباشرة وغير مباشرة في العديد من المشروعات التي نفذها.

وقدم الدكتور هشام الهلباوي، مدير برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر الشكر للبنك الدولي على تعاونه مع الوزارات المعنية لتنفيذ البرنامج خلال الفترة الماضية مما ساهم في تحقيق العديد من النجاحات وتنفيذ آلاف المشروعات التي ساهمت في تغير شامل في كافة المجالات بمحافظتى سوهاج وقنا.

وأشاد الهلباوي بجهود المحافظين ودعم القيادة السياسية ورئيس الوزراء في دعم التغيرات التي حدثت في الإدارة المحلية بالمحافظات المستهدفة؛ بهدف تنمية الاقتصاد المحلى من خلال تنفيذ منظومة لتنمية وتعبئة الموارد المالية المحلية ومنظومة التخطيط المحلي المتكامل، ودعم القدرة التنافسية وتحسين جودة البنية التحتية وتطوير الإدارة المحلية.

وأوضح أنه بعد النجاحات التي حققها البرنامج على أرض المحافظتين تم إدراجه بمنصة أفضل الممارسات التي تحقق لأهداف التنمية المستدامة التابعة لإدارة الشئون الإقتصادية والإجتماعية بالأمم المتحدة لما حققه البرنامج كنموذج للتنمية المحلية المتكاملة؛ لدفع عجلة التنمية في المناطق الأكثر احتياجًا بصعيد مصر، اتساقًا مع أهداف التنمية المستدامة الأممية والمحلية.

وأضاف أن البرنامج يمثل نموذجًا للتنمية الإقليمية والمحلية المتكاملة من خلال تعاون وتكامل بين مؤسسات الدولة المعنية لتحقيق التنمية الإقتصادية المحلية من خلال دعم الميزات النسبية والتنافسية للمحافظات في إطار من اللامركزية المالية والإدارية.

ومن جانبها قدمت مارينا ويس، الشكر لوزارة التنمية المحلية والمحافظين على الدعم الذى يقدموه لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر والمجهود الذي يقوم به المكتب التنسيقى للبرنامج بالوزارة في متابعة المشروعات على أرض المحافظتين والتي ساهمت في الإسراع من تنفيذ الخطط وفق الأهداف الموضوعة للبرنامج .

وأشارت المدير القطرى بالبنك الدولى إلى أهمية الدور الذى تقوم به الوزارة فى دعم عملية التنمية بمحافظات صعيد مصر.

وأضافت أن برنامج التنمية المحلية بقنا وسوهاج يعد نموذج نجاح يتابعه البنك بصورة مستمرة على أرض المحافظتين، لافتة إلى التقدم غير المسبوق من البرنامج خلال الفترة السابقة خاصة في مجالات دعم تنافسية التكتلات الاقتصادية، وتحسين الخدمات وإشراك المواطنين، في إطار تعزيز التنمية الاقتصادية المحلي.

ومن جانبه أكد الدكتور محمد ندا، خبير أول التنمية الحضرية بالبنك، تقدير البنك لما حققه برنامج تنمية الصعيد في مجال بناء القدرات والتطوير المؤسسي والذى يسير بصورة جيدة على مستوى المحافظتين، بالإضافة إلى تنفيذ المشروعات الخاصة بالبنية التحتية والتي سارت بشكل جيد خلال الفترة الماضية.

وقال ندا، إن البرنامج شهد تحقيق تطور ملحوظ على مستوى محور الاعتبارات البيئية و الصحة والسلامة المهنية والاعتبارات الاجتماعية أثناء تنفيذ المشروعات.

كما عرض وفد البنك الدولى لنتائج الزيارات التي قاموا بها خلال الأسبوعين الماضيين بمحافظتي قنا وسوهاج في عدد من المراكز التكنولوجية لخدمة المستثمرين والمواطنين والإطلاع على الذي شهدته هذه المراكز والذي تضمن ميكنة وتوحيد وتبسيط الإجراءات ورفع كفاءة التجهيز والتأثيث لهذه المراكز ورفع قدرات فرق العمل، وكذا زيارة المشروعات الجاري تنفيذها لترفيق المناطق الصناعية في قفط بقنا وغرب طهطا بسوهاج، ومشروعات البنية الأساسية في مجال الصرف الصحي التي ينفذها البرنامج.

وخلال اللقاء أشاد وفد البنك الدولي بالتقدم الكبير الذي يشهده البرنامج في تنفيذ المشروعات والالتزام بإجراءات تطبيق المعايير البيئية والاجتماعية والصحة والسلامة المهنية أثناء التنفيذ، كما أشادوا بتدخلات البرنامج في دعم التكتلات الاقتصادية وزيادة ربحية العاملين بها، والمردود الكبير لمشروعات ترفيق المناطق الصناعية على زيادة الاستثمارات الصناعية بمحافظتي سوهاج وقنا، ومساهمة حزمة مشروعات البرنامج خلال السنوات الخمس الماضية في تخفيض معدلات البطالة والفقر إلى مستويات غير مسبوقة وتحويل المحافظات الي مناطق جذب.

وأكد ممثلي البنك الدولى على دعم البنك للمبادرة الرئاسية حياة كريمة والتي تعتبر برنامج متكامل لتنمية وتطوير الريف المصرى .

وأشار اللواء هشام آمنة إلى الاهتمام الذى توليه الحكومة المصرية للحفاظ على النجاحات التي حققها برنامج تنمية الصعيد على أرض محافظتى قنا وسوهاج خلال الفترة الماضية ، مشيراً إلى البرنامج التدريبى الذى نظمته الوزارة مؤخرًا لنواب محافظى الصعيد بالتعاون مع اتحاد البلديات الهنولدي في إطار خطة تعميم الممارسات الجيدة في الإدارة المحلية التي طبقها برنامج تنمية الصعيد تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية، مؤكدًا أن جانب من البرنامج التدريبي لنواب المحافظين حول طرق الصيانة للمشروعات التي تم تنفيذها واستمرار عملها بكفاءة.

وأوضح وزير التنمية المحلية أن الفترة المقبلة ستشهد الإسراع في إجراءات تنفيذ البرنامج على أرض محافظتى المنيا وأسيوط وتنفيذ الخطط الموضوعة من قبل البنك والحكومة المصرية في هذا الشأن.

وفي ختام اللقاء تم الاتفاق على استمرار التعاون والتنسيق بين الجانبين لاستكمال مجالات التعاون في الملفات المشتركة الحالية فيما يخص برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر لضمان استكمال الأعمال بالجودة المطلوبة لاسيما الخاصة بمكون التنمية الصناعية وتنفيذ خطط التكتلات الاقتصادية، واستكمال الدعم الفني من البنك الدولي لتعميم الممارسات الجيدة للبرنامج في مجالات تطوير الإدارة المحلية والتنمية الاقتصادية المحلية، بما يتسق مع الأهداف التنموية للبرنامج وبما يعود بالنفع علي مواطني صعيد مصر.