تأثير الصراع في الشرق الأوسط على أسواق المال العالمية
عبدالرحمن طه أسواق للمعلوماتيراقب المستثمرون، خلال عطلة نهاية الأسبوع علامات على ما إذا كان الصراع في الشرق الأوسط سيتصاعد، مما قد يؤدي إلى زيادة التقلبات في الأسواق التي توقعت بالفعل أسبوعًا مزدحمًا مقبلًا ببيان سياسة الاحتياطي الفيدرالي، ونتائج أعمال الشركات.
وتزايد قلق المستثمرون، بشأن اتساع نطاق الصراع في الأيام الأخيرة، بعد أن أرسلت الولايات المتحدة المزيد من المساعدات العسكرية إلى دولة الاحتلال، بينما هاجمت إسرائيل أهدافًا في غزة، وأنصار حماس في لبنان وسوريا.
وقال راندي فريدريك المدير الإداري للتداول والمشتقات في شركة تشارلز شواب: "الوضع في إسرائيل يسبب الكثير من القلق للأسواق المالية العالمية".
تأثير الصراع على أسواق الطاقة والمعادن
ويوم الجمعة الماضي، ارتفعت تسوية العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.9%، إلى 90.48 دولارًا للبرميل بفعل مخاوف من أن الصراع قد يعطل إمدادات الخام.
كما ارتفع السعر الفوري للذهب، بأكثر من 2000 دولار للمرة الأولى منذ منتصف مايو الماضي، حيث يعتبر المعدن الأصفر ملاذَا آمنًا للمستثمرين أوقات الصراع.
من جانبهم، قال محللون في كابيتال إيكونوميكس، إن استجابة سوق النفط للصراع في الشرق الأوسط كانت ضعيفة حتى الآن، ومع ذلك، فإن أي إشارة إلى أن الدول الأخرى في المنطقة أصبحت أكثر تورطًا في الصراع من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل حاد.
تأثير الصراع على السندات الأمريكية
صرح بيتر كارديلو كبير اقتصاديو السوق في شركة سبارتان كابيتال للأوراق المالية، بأنه إذا أدى تصعيد الصراع إلى قيام الولايات المتحدة بزيادة الإنفاق المرتبط بالحرب مما يؤدي إلى زيادة العجز، فقد ترتفع عوائد سندات الخزانة إلى ما يتجاوز أعلى مستوياتها منذ 16 عامًا التي وصلت إليها بالفعل.
ويتوقع بعض المستثمرون أيضًا، أن يؤدي اتساع نطاق الصراع إلى شراء سندات الخزانة كملاذ آمن، وهو ما قد يخفف من ارتفاع العوائد والتي تتحرك عكسيًا مع أسعار السندات.
على الجانب الآخر، أفادت شركة " UBS Global Wealth Management"، أن السندات الحكومية الأمريكية لم تؤد وظيفتها المعتادة كملاذ آمن حتى الآن، ومع ذلك، فإن تصعيد الصراع من المرجح أن يحول الانتباه بعيدًا عن مخاوف السياسة النقدية، ويعزز الطلب على سندات الخزانة كملاذ آمن.
تأثير الصراع على أسواق الأسهم الأمريكية
على صعيد الأسهم، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 10% منذ أواخر يوليو، عندما وصل إلى أعلى مستوياته خلال عام 2023، على الرغم من ارتفاع المؤشر بأكثر من 7% منذ بداية العام حتى الآن.
وفيما يتعلق بقطاع التكنولوجيا، سجل كلًا من مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite، ومؤشر + FANG للشركات التكنولوجيا الكبرى، أداءً ضعيفًا مقارنة بنظرائهم خلال الأسبوع الماضي، حيث انخفضا بنسبة 3.16% و3.28% على التوالي.
كما ارتفع مؤشر VIX، الذي يقيس تقلبات الأسواق، بمقدار 2.39 نقطة، ليستقر عند 21.71 نقطة، وهو أعلى مستوياته في 6 شهور، مما يعني أنه لا يزال أعلى من متوسطه البالغ 17.44 نقطة منذ بداية العام.