بلاد الفضة... الأرجنتين لاعبًا جديدًا في سوق بطاريات الليثيوم العالمي| فما القصة؟
عبدالرحمن طه أسواق للمعلوماتصرح مسؤول في مجال التعدين، إن أول مصنع أرجنتيني لبطاريات الليثيوم سيبدأ عملياته في سبتمبر المقبل، باستخدام معادن مستخرجة محليًا من قبل شركة Livent Corp LTHM.N الأمريكية.
وتسعى الأرجنتين منذ فترة طويلة لدخول في سوق بطاريات الليثيوم العالمي، وخصوصًا مع الاحتياطات الكبيرة التي تمتلكها البلاد، وتوقعات بتوسع سوق الليثيوم العالمي بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، فما القصة؟
سوق الليثيوم العالمي
أصبح الليثيوم ضروريًا في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى ازدهار صناعة السيارات الكهربائية والتقنيات النظيفة الأخرى والتي تعتمد على بطاريات الليثيوم.
وفي العام الماضي، بلغت قيمة سوق بطاريات الليثيوم العالمية 52 مليار دولار في 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 194 مليار دولار بحلول 2030.
أكبر منتجي الليثيوم في العالم
اقرأ أيضاً
- الهند في محادثات لتوريد 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر إلى الاتحاد الأوروبي
- شركة صينية تستثمر 624 مليون دولار لصناعة السيارات الكهربائية في البرازيل
- مسئول إماراتي: 50 مليار دولار للاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة
- الكويت والمجر يبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري
- بنسبة 60%.. هبوط كبير في صادرات الحبوب الأرجنتينية
- توقعات بارتفاع صادرات أستراليا من معادن الطاقة الجديدة
- تسلا تخفض الأسعار والمبيعات تسجل مستوى قياسي في الربع الثاني من 2023
- الأرجنتين تبدأ صناعة بطاريات الليثيوم في سبتمبر 2023
- الاقتصاد الأرجنتيني ينكمش 4% خلال أبريل
- الأرجنتين تقدر زيادة إنتاج القمح موسم 2023/2024 بمقدار النصف تقريبًا
- شراكة بين إكسون موبيل وتيترا تكنولوجيز لإنتاج الليثيوم
- ”مودي”: الشركات الهندية استثمرت 170 مليون دولار في مصر خلال 6 شهور
بلغ الإنتاج العالمي من الليثيوم خلال العام الجاري 162 ألف طن، وتبرز أستراليا وتشيلي كأكبر منتجي الليثيوم، حيث يمثلان ما يقرب من 77% من هذا السوق في عام 2022.
وأنتجت أستراليا وحدها حوالي 61 ألف طن العام الماضي، لتصبح بذلك أكبر منتج في العالم، تلتها تشيلي بـ 39 ألف طن.
فيما كانت الصين ثالث أكبر منتج للمعدن في العالم، بمقدار 19 ألف طن، ثم الأرجنتين بإنتاج قدره 6200 طنًا العام الماضي، وفقًا لبيانات هيئة المسح الجيولوجية.
بينما على صعيد الاحتياطات، تمتلك بوليفيا أكبر احتياطات لليثيوم في العالم، بإجمالي 21 مليون طن، تليها الأرجنتين بـ 20 مليون.
بعد ذلك، تأتي الولايات المتحدة كثالث أكبر دولة تمتلك احتياطات للمعدن في العالم، ثم تشيلي رابعًا بنحو 12 و11 مليون طن على التوالي.
إنتاج الأرجنتين من الليثيوم
بلغ إنتاج الأرجنتين من الليثيوم في 2022 نحو 6200 طنًا فقط، وزادت الصادرات بنسبة 234% إلى 3.86 مليار دولار على أساس سنوي في عام 2022، مسجلة رقمًا قياسيًا.
وفي العام الجاري، أفادت وزارة التعدين في الأرجنتين، بأن البلاد صدرت بقيمة 233 مليون دولار من الليثيوم، في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، بزيادة 133%، عن نفس الوقت من العام الماضي.
وتتوقع الأرجنتين أن تصل صادرات الليثيوم إلى 5.6 مليار دولار بحلول عام 2025، حيث يستند هذا الرقم إلى إنتاج 200,000 طن سنويًا من معدن البطاريات، بفضل تطوير ستة مشاريع جديدة، بالإضافة إلى إنتاج اثنين من منجم الليثيوم الحاليين.
وبالنظر إلى عام 2030، تشير التوقعات الرسمية إلى أن الصادرات السنوية ستصل إلى 8.7 مليار دولار، مدعومة بتشغيل ما مجموعه 11 منجمًا لليثيوم.
بطاريات الليثيوم
وبالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الأرجنتين، تسعى الحكومة في بوينس آيرس إلى تعظيم هوامش الأرباح، وبدلًا من تصدير المعدن في صورته الخام، سيتم تصديره في صورة بطاريات للسيارات.
وقال رئيس وحدة Y-TEC، التابعة لشركة ليفنت، وبرتو سالفاريزا: "سنبدأ في إنتاج أول خلايا بطارية ليثيوم أيون في البلاد"، مشيرًا إلى أن البطاريات ستستخدم كربونات الليثيوم التي تستخرجها شركة Livent في شمال الأرجنتين.
على صعيد المنافسين، ستعاني الأرجنتين من المنافسة القوية من جارتها تشيلي، حيث تقع الدولتان في منطقة تعرف باسم " مثلث الليثيوم" في أمريكا الجنوبية، خاصة بعدما كلف الرئيس التشيلي شركة "كوديلكو" بقيادة مهمة تطوير صناعة الليثيوم في البلاد.
وهذا في ظل امتلاك الصين وحدها نحو ما يقرب من 60% من قدرة تكرير الليثيوم في صناعة البطاريات حول العالم، مما يؤكد مكانتها المهيمنة في سلسلة توريد الليثيوم.
وفوق كل تلك العقبات، تمتلك الأرجنتين مشكلات هيكلية في الاقتصاد القومي، تتعلق بانهيار سعر الصرف للعملة المحلية، وارتفاع التضخم للمستويات الأخطر في العالم، بجانب مشكلات التمويل.
في النهاية، ستصتدم بوينس آيرس في طريقها لتصبح لاعبًا هامًا في سوق بطاريات الليثيوم العالمي بعقبات كثيرة، أبرزها المشكلات الداخلية المتعلقة بأزمات الاقتصاد المحلي، والمشكلات الخارجية المرتبطة بطموح جارتها تشيلي والهيمنة الكبرى للصين على الصناعة.