الصين تحاول التحرر من قيود أمريكا.. فهل ينجح النمر الآسيوي؟!
إبراهيم أحمد يوسف أسواق للمعلوماتبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ، ولايته الرئاسية الثالثة برسالة واضحة هذا العام، ستبذل بلاده كل ما في وسعها لمضاهاة الولايات المتحدة أو التغلب عليها في التكنولوجيا، على الرغم من جهود واشنطن لتوسيع للقيود التجارية والاستثمارية والقوائم السوداء ـ وفقا لما جاء في "بلومبرج".
ويستخدم شي ومستشاروه الجدد ما يسمى بطريقة "الأمة بأكملها"، التي تنقل الصين الشيوعية إلى اقتصاد السوق الحر؛ لتشجيع رأس المال الخاص على التعاون مع البرامج الحكومية، وتنطوي على تعبئة الموارد والشركات من جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك تريليونات اليوانات، لتعزيز البحث العلمي والتنمية.
يواجه هدف الصين في أن تصبح منافسا تقنيا حقيقيا للولايات المتحدة عقبات كبيرة، أهمها افتقار البلاد لاستغلال مواردها من أشباه الموصلات، والتي تشكل العمود الفقري للإلكترونيات المعاصرة، حيث أنفق الاقتصاد الصيني، أكثر من 400 مليار دولار، في عام 2021، على المعالجات التي تعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا الغربية، أكثر مما أنفق على النفط.
على سبيل المثال، منحت الصين، عقودا مربحة بقيمة 1.4 تريليون دولار، لشركات التكنولوجيا الخاصة العملاقة مثل هواوي وهيكفيجن ديجيتال تكنولوجي، لبناء شبكات 5G اللاسلكية، وتركيب الكاميرات وأجهزة الاستشعار، وتطوير برامج الذكاء الاصطناعي، وتعزيز السيارات ذاتية القيادة، والمصانع الآلية، والمراقبة الجماعية، في عام 2020.
اقرأ أيضاً
- «تسلا» تعتزم إنشاء مصنع لإنتاج بطاريات ميجاباك في الصين
- «الاحتياطي الفيدرالي» يكشف انخفاض الإقراض المصرفي في أمريكا خلال مارس الماضي
- تقرير بريطاني| مساهمة «بريكس» في الناتج العالمي يفوق الدول السبع الصناعية
- المركزي الصيني يعزز احتياطات الذهب بشراء 18 طنًا خلال مارس الماضي
- مع انخفاض سعره.. الصين تكثف مشترياتها من النفط الإيراني خلال مارس الماضي
- النقد الدولي يحذر من تبعات توتر العلاقات بين أمريكا والصين
- «رفينيتيف»: استقرار واردات النفط الآسيوية عند 116.73 مليون طن خلال مارس 2023
- وزير الإسكان يتابع معدلات تنفيذ منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية
- بكين تعتزم حظر تصدير تكنولوجيا المعادن النادرة
- توقعات بانخفاض استيراد الصين لبذرة الصويا خلال أبريل ومايو
- صندوق النقد: الأزمة الجيوسياسية تؤثر على الاستثمار الأجنبي المباشر
- اليوان الصيني يكتسب زخمًا كعملة لتسوية التجارة الدولية
تجدر الإشارة، إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر للصين، حقق 268.44 مليار يوان، في الشهرين الأولين من عام 2023، بزيادة 6.1% على أساس سنوي، وبما يعادل الدولار الأمريكي، ارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، بنسبة 1% لتصل إلى 39.71 مليار دولار، على أساس سنوي.
ما الذي تفعله الصين لتصبح دولة استثمارية؟
أطلقت الصين حملة "استثمر في الصين"، في عام 2023، التي تستمر لمدة عام، وتأتي هذه خطوة القوية لجذب الاستثمار الأجنبي ومساعدة الشركات الأجنبية على فهم فرص الاستثمار بالصين بشكل أفضل، وبلغ إجمالي الشركات الأجنبية في الصين، 1.126 مليون شركة، باستثمارات أجنبية وصلت 19.7 تريليون يوان (2.86 تريليون دولار)، بحلول نهاية عام 2022، وفقا لما ذكره نائب رئيس الوزراء "خه ليفينغ"، قائلا: "إنه في الوقت الذي تعزز فيه هذه الشركات الأجنبية التكامل بين الصين والاقتصاد العالمي"
سلطت الصين خطة "صنع في الصين"، الضوء على 10 مجالات، تعتزم الصين أن تصبح منافسا عالميا فيها، بحلول عام 2025، وتشمل هذه المجالات، الروبوتات، والطاقة المتجددة، والفضاء، وهي مجالات ذات أولوية عالية، لكن السلطات توقفت عن دفع المبادرة في السنوات الأخيرة، حيث أصبح من الواضح أن العقوبات الأمريكية، تجعل تحقيق الهدف بحلول عام 2025 أمرا صعبا بشكل متزايد.
تدعم الحكومة الصينية، الشركات الناشئة في الصناعات الحيوية، من خلال الإعفاءات الضريبية والحوافز المالية الأخرى، وقد وصفت حوالي 9000 شركة بأنها "عمالقة صغار" منذ عام 2019، ليصل إلى 10,000 بحلول عام 2025، في حين اكتسبت المبادرة أهمية جديدة، مع قرار شي في عام 2021، بسحق شركات الإنترنت القوية بشكل متزايد، ولا سيما "مجموعة علي بابا القابضة" و"تينسنت القابضة المحدودة".
جدير بالذكر، أن كشف تقرير صدر عن مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار (ITIF)، وهي منظمة بحثية مقرها واشنطن، في يناير2023، إلى أن الصين تتقدم بسرعة من مقلد إلى مبتكر، في قطاعات متطورة مثل أجهزة الكمبيوتر العملاقة والسيارات الكهربائية وشيدت الصين محطة فضائية خاصة بها.