باستثمارات تتخطى مليار جنيه.. مصر تستعد لافتتاح مصنع الرمال السوداء بكفر الشيخ
إيمان سعيد أسواق للمعلوماتتعرف مصر حول العالم بأنها تمتلك كنوزًا ضخمة من الثروات المعدنية ومن أهم هذه الكنوز، الرمال السوداء، التي حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه الرئاسة على منع استخدام الرمال السوداء في البناء، وتجريم سرقتها باعتبارها عملًا جنائيًا، وأمر باستغلالها بالطريقة الصحيحة.
مشروع الرمال السوداء
ويعتبر مشروع الرمال السوداء واحدًا من أهم المشروعات القومية في مصر التي كانت مجرد أحلام دامت على مدار العديد من العقود الماضية، وتحولت إلى واقع ملموس على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد البدء في عمليات الفصل والتكريك للرمال السوداء التي ستدر دخلاً على مصر يعادل ثلث دخل قناة السويس.
ومن هنا تم إنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء لتعظيم الاستفادة الاقتصادية من مشروع استغلال المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء، مع الالتزام بمعايير السلامة البيئية، والصحية المتبعة عالمياً، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة، لخلق استثمارات جديدة تعمل على تنمية وتطوير الاقتصاد المصرى وتقدمه
مصانع الرمال السوداء
اقرأ أيضاً
- موفرة للوقود.. أبرز 10 معلومات عن أتوبيسات الغاز الجديدة
- وزيرا الزراعة والهجرة يبحثان محفزات الاستثمار الزراعي للمصريين بالخارج
- «معيط»: الرئيس السيسي يعيد تشكيل اقتصاد مصر بتمكين القطاع الخاص
- باستثمارات 3 مليارات دولار.. مدينة «طربول» قبلة جديدة للصناعة في مصر
- «ميتسوبيشي» تعرض تطوير 32 قطارًا بالخط الأول لمترو الأنفاق بمصر.. اعرف التفاصيل
- على الطراز العالمي.. نقاط لا تعرفها عن المدينة الطبية بالعاصمة الإدارية
- يخدم 54 مليون مواطن.. تعرف على مشروع «الإنترنت فائق السرعة»
- الرئيس السيسي: الرخصة الذهبية تستهدف التيسير على المستثمرين
- الرئيس السيسي يعلن موعد انطلاق فعاليات المؤتمر الاقتصادى
- خطة الحكومة لزيادة مساحة الأراضي الزراعية لأكثر من 3 مليون فدان
- مجلس الوزراء يبدأ اجتماعه الأسبوعي لبحث عدد من الملفات الهامة
- أبرز 10 معلومات عن مجمع إنتاج البنزين بشركة أسيوط لتكرير البترول
وفي هذا الصدد، قامت محافظة كفر الشيخ بالتعاون مع الشركة المصرية للرمال السوداء بتدشين مصنعين: الأول في محلة منيسى على مساحة 80 فدانًا ويتم استخدام تكنولوجيا استرالية لفصل المعادن من الرمال، أما المصنع الثاني فيقع في منطقة البرلس على مساحة 35 فدانًا وتستخدم تكنولوجيا صينية، الأمر الذي يوفر العديد من فرص العمل لأبناء المحافظة كما يساهم في الحد من البطالة والهجرة غير الشرعية للشباب وزيادة الدخل القومي للبلاد بمليارات الدولارات، علاوة على دعم الاقتصاد القومي وتحقيق التنمية الشاملة .
علمًا أن المصنع الأول للرمال السوداء كان موقعه أرض مغتصبة وبرك ومستنقعات لمصنع رمال شرق البرلس بملاحة منيسى التابعة لقرية الشهابية على مساحة 80 فداناً، وتم استردادها بقوة القانون، كما أن بقية الأرض كانت برك ومستنقعات ومنخفضات فتم ردمها وتعليتها وتسويتها ودكها، لتصبح مهيأة تماماً للإنشاءات المعمارية والهندسية للشركات صاحبة الولاية بالأعمال التنفيذية للمشروعات، وتطلب العمل جهداً كبيراً، وفى ظروف مناخية متقلبة وأجواء مختلفة تماماً، والمصنع يتم إقامته بخبرة مشتركة، مصرية استرالية.
أما المصنع الثاني فيقع في شمال الطريق الدولي غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة بالبرلس ويقام على مساحة 35 فداناً ويشارك في المشروع محافظة كفر الشيخ وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وهيئة المواد النووية وبنك الاستثمار، والمصنع الثاني بخبرة صينية بشمال البرلس والاستثمارات لمصنع الرمال بشمال البرلس قدرها 24 مليون دولار.
ومن المخطط له أن يتم استخراج 41 عنصرًا معدنيًا من الرمال السوداء، تدخل في 41 نشاطًا منها صناعة هياكل الطائرات، كما شاركت شركة الرمال السوداء المصرية في تجديد وفرش وتجهيز 20 منزلاً للأسر الأكثر احتياجًا بقرية الشهابية بالبرلس بتكلفة مبدئية تتجاوز 8 ملايين جنيه كمرحلة أولى، وتم تدريب الكوادر المصرية العاملة في هذا المجال، باستخدام أحدث التكنولوجيا العالمية لتعظيم الاستفادة من الموارد الاقتصادية المتاحة والقيمة المضافة من المعادن المستخلصة من الرمال السوداء، بما يسهم في تنويع وتطوير الاقتصاد المصرى من خلال الصناعات التعدينية والمعاونة.
هذا وتمت إتاحة 100 فرصة عمل من حملة المؤهلات العليا والفوق متوسطة والمتوسطة والعمال الحرفيين، للعمل بمشروع الشركة بمحافظة كفر الشيخ، بمنطقة بر بحري، و 100 فرصة عمل أخرى لشركة الرمال السوداء بمنطقة ملاحة منيسى، كما تم التعاقد مع 10 مهندسين كراكات عائمة وفني تشغيل كراكات عائمة «في تكريك» وفق شروط خاصة للوظيفتين، حددتها الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء للمصنع الثاني.
الاستعدادات النهائية لافتتاح مصنع الرمال السوداء في بلطيم بمحافظة كفرالشيخ
كما تشهد محافظة كفر الشيخ قرب انتهاء الأعمال التنفيذية لمصنع استخلاص العناصر المشعة من الرمال السوداء بالبرلس وبلطيم، إذ تم الانتهاء من كافة أعمال توصيل التيار الكهربي لمصنعي الفصل والتركيز «الرمال السوداء» ببلطيم وإطلاق التيار الكهربي بالمشروع، حيث تعد مصر واحدة من أهم الدول التى تتوافر بها الرمال السوداء، إذ كشف آخر مسح جوى قامت به هيئة المواد النووية المصرية عن امتلاك مصر لما يقرب من 11 موقعًا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، بدءًا من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلو متر، وأيضًا تقرير لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب.
وتقوم المحافظة حاليًا بالعمل وفقًا للاستعدادات النهائية لافتتاح مصنع الرمال السوداء في بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، هذا المصنع الذي تم تنفيذه على مساحة 35 فدان باستثمارات مشتركة بين محافظة كفرالشيخ، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، وهيئة المواد النووية، وبنك الاستثمار القومى، والشركة المصرية للثروات التعدينية، وباستثمارات تتخطى مليار جنيه ، لاستخراج المعادن الاقتصادية التي تصل إلي 41 عنصر معدني والتي تدخل فى العديد من الصناعات منها صناعة الصواريخ والطائرات والسيراميك والدهانات بالإضافة إلى المواد الخام التي تستخدم في الصناعات الحديثة من الرمال السوداء.
ويهدف المشروع لاستخلاص عدد من المعادن الإقتصادية الموجودة في الرمال السوداء، والتي تدخل بأكثر من 40 صناعة مثل الورق، وهياكل الطيران وسلك اللحام وصناعة السيراميك وتبطين اللحام وصناعة الأسنان والدهانات والبلاستيك و غيرها من الصناعات، ومن المتوقع أن حقق تلك المصانع دخلًا سنويا يعادل ثلث دخل قناة السويس بجانب قيامه بتوفير فرص عمل وتخصيص فائض الإنتاج للتصدير.
كما تحتوي الرمال السوداء على معادن اقتصادية تدخل في العديد من الصناعات، من أبرزها معدن الروتيل والألمنيت الذي يستخدم في صناعة البويات، ومعدن الزركون الذي يستخدم في صناعة السيراميك والعوازل والخزف والأسنان التعويضية.
وتجدر الإشارة إلى أن ميناء الصيد بالبرلس قد استقبل في أغسطس 2021 الكراكة الهولندية «تحيا مصر»، وذلك للبدء بتكريك الرمال السوداء في كفرالشيخ، وهي أول كراكة في العالم تعمل بالطاقة الكهربائية ويصل سعرها 13 مليون دولار وصُممت خصيصًا لشركة الرمال السوداء بالبرلس، كما أنها كراكة عائمة تعمل في بحيرة مياه صناعية تفصل المعادن الثقيلة عن الرمال السوداء بمصنع التركيز في منطقة البنائين وترسلها إلى مصنع الفصل في منطقة الشهابية.