«مدبولي»: مصر مستعدة لنقل خطط مشروعات حياة كريمة للأشقاء الأفارقة
أحمد هشام أسواق للمعلوماتأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، استعداد الدولة المصرية لتوفير كافة خبراتها المتاحة حول آليات تخطيط وتنفيذ مشروعات حياة كريمة إلى الأشقاء في دول القارة الأفريقية، لاسيما إذا ما تم تبنيها كمبادرة أفريقية.
وجاء ذلك خلال إلقاء مدبولي، اليوم الأربعاء، كلمة نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في الدورة العادية الرابعة للجنة الفنية المتخصصة التابعة للاتحاد الأفريقي حول الخدمة العامة والحكومات المحلية والتنمية الحضرية واللامركزية، المنعقدة بالقاهرة.
واستهل مدبولي كلمته، بنقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، للوزراء والسفراء وممثلي الاتحاد الأفريقي والهيئات الأممية، معربًا عن حرص واهتمام الدولة المصرية بقيادتها وحكومتها وكافة مؤسساتها بالعمق الأفريقي، والمساهمة الفاعلة في تحقيق مستهدفات أجندة إفريقيا 2063، وترسيخ أسس ومقومات التكامل والتعاون بين دول القارة بما يحقق رفاهية شعوبها.
وأشار مدبولي، إلى أن استضافة مصر لاجتماعات الدورة الرابعة للجنة الفنية المتخصصة التابعة للاتحاد الأفريقي حول الخدمة العامة والحكومات المحلية والتنمية الحضرية واللامركزية تعكس التزامها بكل ما يحقق رفعة شأن القارة الإفريقية، في إطار تحقيق أجندة أفريقيا 2063.
اقرأ أيضاً
- غدًا.. بدء صرف الدعم الاستثنائي للأسر على البطاقات التموينية
- مجلس الوزراء يعقد اجتماعه الأسبوعي لبحث عدد من الملفات الهامة
- رئيس الوزراء يتفقد معرض أيادي مصرية تحت عنوان «بكل فخر .. صنع في مصر»
- عاجل| تجديد تعيين المستشار محمد عبد الوهاب رئيسًا للهيئة العامة للاستثمار
- رئيس الوزراء: تخفيضات تصل لـ50% من قيمة أسعار بعض المنتجات بمعرض أهلا مدارس
- رئيس الوزراء يفتتح معرض «أهلا مدارس 2022»
- اليوم.. رئيس الوزراء ووزير التموين يفتتحان معرض أهلا مدارس بأرض المعارض
- الرئيس السيسي يكلف عمرو عادل بالقيام بأعمال رئيس هيئة الرقابة الإدارية
- الكويت تطلق وحدة اقتصادية لدعم وجذب الاستثمارات
- السيسي يبحث مع رئيس «إيني الإيطالية» التعاون في مشروعات الطاقة المتجددة
- مدبولي يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة الاستثمار و«ستيلانتس» لصناعة السيارات
- السيسي يستعرض جهود حشد التمويلات الإنمائية الميسرة المرتبطة بتغير المناخ
وأكد سعي مصر لوضع كل خبراتها سواء من النواحي التنموية والحضرية والاقتصادية، أو الامنية والسياسية لخدمة الدول والحكومات الأفريقية، حيث تعد البنية التحتية والنمو الحضري وإتاحة الفرص لحياة كريمة للمجتمعات المحلية هي الأساس لمجابهة التحديات التي تواجهها أفريقيا.
وأثني مدبولي، على ما توصلت إليه اجتماعات السادة الوزراء في إطار هذه اللجنة الهامة على مدار الدورات السابقة، مؤكدًا على أن تنمية المجتمعات المحلية والاستثمار في تطوير آليات الإدارة المحلية هو السبيل الأساسي للحفاظ على المكتسبات التنموية في أفريقيا، وموضحًا أنه يمثل متطلبًا رئيسيًا من متطلبات مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها مجتمعاتنا المحلية في الوقت الراهن وفي المستقبل.
وقال ارئيس الوزراء، إن جمهورية مصر العربية كانت حريصة دائمًا على المشاركة ودعم التجمعات والفعاليات والمنتديات الأفريقية المعنية بالتنمية المحلية، كما نعتز في هذا الصدد بمشاركتنا في منظمة المدن والحكومات الإفريقية، واستضافة مقرها هنا في القاهرة، كما نعتز بمساهمتنا في إطار الاتحاد الإفريقي في مناقشة وتطوير واعتماد المواثيق ذات الصلة بالحوكمة المحلية واللامركزية وإدارة المرافق العامة.
وتابع: «يكتسب التوجه نحو دعم الإدارات المحلية واللامركزية، وتعزيز كفاءة آليات الإدارة العامة للمرافق والخدمات، أهمية كبيرة في ظل متطلبات العمل المناخي ومقتضيات التعامل مع تحديات تغير المناخ، وهي التحديات التي ستتأثر بها قارتنا الإفريقية أكثر من غيرها، على الرغم من أن مسئولية أفريقيا عن مشكلة تغير المناخ تعد محدودة للغاية مقارنة بغيرها من مناطق العالم».
وفي هذا المنطلق، أشار رئيس الوزراء إلى أن مصر في إطار استعداداتها النهائية لعقد قمة المناخ العالمية COP27 بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، والتي تستضيفها نيابة عن القارة الأفريقية ككل، ستكون حريصة تمامًا على أن تطرح التحديات والإشكاليات التي تواجهها القارة وحكوماتها المحلية، ورؤيتها لدعم قدراتها على التكيف مع تأثيرات تغير المناخ، والمساهمة بفاعلية في العمل المناخي، دون تأثير سلبي على حقوقها المشروعة في التنمية والنهوض، كما سيتم طرح مجموعة من المبادرات والمشروعات المتعلقة بالتكامل بين آليات الإدارة المحلية الإفريقية والتنمية المحلية المستدامة.
وأوضح أن مصر خلال السنوات الـ8 الماضية، استطاعت تحقيق نقلة تنموية غير مسبوقة على مستوى المجتمعات المحلية سواء الحضرية أو الريفية، وهي نقلة كان قوامها مشروعات البنية الأساسية العملاقة، إدراكًا بأن البنية التحتية هي أساس تطوير الخدمات العامة وبوابة العبور إلى التنمية الاقتصادية المستدامة.
ولفت إلى أن الجهود المصرية في تطوير البنية الأساسية استندت على مستهدفات أجندة التنمية الإفريقية 2063، وهو ما ساهم في تحسّن مؤشرات أداء مصر المتعلقة بأهدافها الاستراتيجية وأهمها كفاءة البنية التحتية، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وتعزيز الاستدامة البيئية.
وأكد مدبولي، خلال كلمته أن ملامح التجربة التنموية المصرية وثيقة الصلة بالتنمية المحلية والتطور الحضري، حيث لم تتوقف فقط عند شبكات الطرق ومرافق خدمات البنية الأساسية وكذا الخدمات الاجتماعية، بل تخطتها الي صناعة نهضة تنموية عمرانية غير مسبوقة، ارتكزت بالأساس على إعادة الاعتبار لمناطق العمران البشري؛ لتصبح أكثر قدرة على التكيف مع تغيرات المناخ وأكثر استجابة لعناصر الاستدامة والمرونة.
ونوه إلى أن مصر أعادت رسم وصياغة الخارطة العمرانية القومية، بما يتناسب مع مساحتها وحضارتها وخصوصية موقعها وطبيعة التحديات المناخية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها، وفق استراتيجية شاملة للتنمية العمرانية، تتضمن تأسيس وتشييد مجتمعات عمرانية ومدن جديدة على الطراز الحضاري والمعماري الحديث والمستدام، وتطوير المناطق السكنية القائمة بالفعل على أسس تخطيطية وإنشائية سليمة، تتناسب مع التغيرات المكانية والزمانية، فضلًا عن القضاء على ظاهرة البناء غير المخطط والعشوائيات واستعادة الشكل الحضاري للطرق والمباني المصرية، بما يلبي طموحات المواطنين في الارتقاء بجودة الحياة داخل المدن المصرية.
ونوه إلى أنه إيمانًا من الدولة بالتكامل بين الريف والحضر، وفي إطار اقتناعها بالعدالة الجغرافية، فقد أطلقت الدولة المشروع القومي لتطوير وتنمية قرى الريف المصري ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة، والذي يستهدف تطوير 4584 قرية، وتحسين جودة حياة نحو 60% من سكان مصر، وهو ما سيحدث نقلة غير مسبوقة في حياة ومستوى معيشة القطاع الأكبر من المصريين، وهو ما دعانا لاعتبار هذا المشروع الطموح بمثابة مشروع القرن في مصر.
واستعرض مدبولي، بعض جوانب مشروع حياة كريمة، مؤكدًا أنه ما كان من الممكن أن يتحقق لولا الإرادة القوية التي توافرت من أجل تنفيذ هذا الجهد التنموي الهائل لسكان الريف المصري بتكلفة تتجاوز قيمتها 700 مليار جنيه.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذه التجربة الرائدة تتفرد في العديد من الجوانب؛ إذ تتضمن تدخلات متنوعة تغطى كافة الجوانب التنموية التي يحتاجها الريف المصري، بما فيها الاستثمار في رأس المال البشري من خلال مشروعات التعليم والمعرفة، مع الاهتمام بالفئات الأولى بالرعاية مثل المرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنها لا تقتصر على تنفيذ مشروعات التنمية والبنية التحتية فقط، وإنما تشمل كذلك توفير وخلق فرص عمل داخل المجتمعات المحلية؛ سواء من خلال مشروعات يجري تنفيذها حاليًا والتي تستقطب الأيدي العاملة في القرى وتوابعها، أو من خلال مُجمعات المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يتم إقامتها، والتي تعمل على استغلال الميزات النسبية التي تتمتع بها كل قرية، بجانب توفير تدريب مهني للسكان وفتح مجالات عمل أمامهم، بما يضمن استدامة التنمية.
واختتم رئيس الوزراء كلمته مكررًا ترحيبه بالأشقاء الأفارقة في بلدهم الثاني، وموجهًا الشكر للجهود المبذولة من اللجنة الثامنة بالاتحاد الأفريقي وتطلعه لمخرجات هذه الدورة الهامة، ومؤكدًا على التزام الدولة المصرية بدعم كافة التوجهات الإفريقية المعنية بتحقيق التنمية المحلية.