البنك الدولي: أسعار الذرة تواصل الارتفاع وتراجع طفيف في القمح والأرز

يشير البنك الدولي في أحدث تقاريره عن أسواق السلع العالمية، إلى تباين الإنتاج الزراعى و استقرار مؤشرات صادرات المنتجات الزراعية و الحبوب و الصادرات خلال الأسبوعين الماضيين( حتى 9 أغسطس)، فيما ارتفعت مؤشرات أسعار المنتجات الزراعية و الحبوب بنسبة 1% عما كانت عليه قبل اسبوعين. و لا يزال تضخم أسعار المواد الغذائية المحلية مرتفعًا في جميع أنحاء العالم.

ارتفعت أسعار الذرة بنسبة 4% عما كانت عليه قبل أسبوعين، في حين انخفضت أسعار القمح بنسبة 2% وأسعار الأرز بنسبة 1%.

لا يزال هناك تضخم مرتفع في اسعار المواد الغذائية المحلية، حيث بلغ متوسط التضخم 92.9% في البلدان منخفضة الدخل، و 92.7% في البلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى، و 89% في البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى، كما بلغ في البلدان ذات الدخل المرتفع 83.3%. و سجل متوسط التضخم الإجمالى 81% في 153 دولة.

يغطي إصدار يوليو 2022 من مراقب السوق لنظام معلومات السوق الزراعية (AMIS)، ملخص عن الأسواق الدولية للقمح و الذرة و الارز و فول الصويا خلال الشهر الماضي.

القمح

من المتوقع أن يكون الإنتاج أقل بنسبة 1% فى عام 2022 مقارنة بالمواسم السابقة، حيث حد الطقس الحار و الجاف من الإنتاج في الاتحاد الأوروبي و أوكرانيا و الولايات المتحدة، كما أعاقت الظروف الجافة الزراعة فى الأرجنتين.

ووفقًا لمؤشر الحبوب و البذور الزيتية التابع لمجلس الحبوب الدولى و المؤشرات الفرعية، كانت أسعار القمح مرتفعة في يونيو 2022 مقارنة بأسعار 2021، و يرجع ذلك للمخاوف من محدودية الإمدادات بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا، ولكن هناك احتمالات انتعاشة الأسواق بعد الاتفاق بين روسيا و أوكرانيا بالسماح للشحنات عبر البحر الأسود.

وخلال النصف الثانى من شهر يونيو، تراجعت الأسعار مع ضغط الحصاد الموسمي و تحسن الطقس في نصف الكرة الشمالي.

الذرة

تحسن إنتاج الذرة في يوليو، علي الرغم من توقعات انكماش الإنتاج بنسبة 1.2% في 2022 مقارنة بالعام السابق، ويستمر الحصاد فى الأرجنتين و البرازيل لكن الجفاف قلل غلة المحاصيل المزروعة، كما تؤدي الظروف الجافة في اجزاء من سهل شمال الصين إلى إبطاء نمو المحاصيل؛ اما بالنسبة للأسعار، انخفض متوسط أسعار المؤشر الفرعي للمجلس الدولي للحبوب بنسبة 3% في يونيو، بعد تراجع صادرات الذرة للشهر الثالث على التوالي.

الأرز

لا يزال إنتاج الأرز قوي، مع زيادة بنسبة 0.2% منذ الشهر الماضي، و ذلك على الرغم من خفض توقعات إنتاج فيتنام بمقدار 442 ألف طن، بالإضافة إلى انخفاض المحصول المحتمل من الأرز في بداية الموسم في الصين بسبب الأمطار الغزيرة و قلة أشعة الشمس في الجنوب.

بالنسبة للأسعار، انخفض متوسط أسعار الأرز العالمية في يونيو بنسبة 0.2%، مدفوعًا بانخفاض الطلب و تحركات العملات.

بذرة الصويا

انخفضت تقديرات إنتاج بذرة الصويا بنسبة 0.75% خلال شهر يوليو بالولايات المتحدة، وفي المقابل، زاد الإنتاج في البرازيل، و من المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي للموسم الحالي إلى مستوى قياسي عند 387.5 مليون طن.

بالنسبة للأسعار، انخفضت أسعار بذرة الصويا العالمية بنسبة 0.1% مقارنة بشهر مايو بدعم من الطلب المحلي و التصدير القوي بالإضافة إلى التزمات التسليم القياسية لهذا الموسم.

تراجعت أسعار العقود الأجلة للسلع الزراعية عن مستويات شهر مارس 2022، حيث انخفضت أسعار العقود الأجلة للقمح بنسبة 7.7%، و الذرة بنسبة 9%، ويرجع ذلك إلى تحسن توقعات الإنتاج والمخاوف من الركود.

إدارة الأسمدة في العالم لتجنب أزمة الغذاء

هناك ثلاث مقترحات سياسية قدمتها مدونة للبنك الدولي لجعل الأسمدة في المتناول و بأسعار معقولة. حيث ارتفع مؤشر أسعار الأسمدة التابع للبنك الدولي بحوالى 15% عن وقت سابق من هذا العام، مع ارتفاع الأسعار بأكثر من ثلاثة أضعاف مما كانت عليه قبل عامين.

1- يجب على البلدان أن تنظر في رفع القيود التجارية أو حظر تصدير الأسمدة.

2- يجب أن يتم أستخدام الأسمدة بكفاءة، و ذلك من خلال تزويد المزارعين بالحوافز المناسبة التى لا تشجع على الإفراط فى الأستخدام. حيث تشير المدونة إلى أن البلدان الغنية تستهلك 100 كليوجرام من الأسمدة لكل هكتار، أي ما يقرب من ضعف ما تستهلكه البلدان النامية.

3- تقترح المدونة أن يتم الاستثمار في الابتكار لتطوير أفضل الممارسات و التقنيات التي قد تساعد في زيادة الإنتاج لكل كيلوجرام من الأسمدة المستخدمة.

انطلاق اول سفينة محملة بالحبوب من أوكرانيا وسط تحديات للأمن الغذائي

بعد توقيع اتفاقية 22 يوليو بين كل من روسيا و تركيا و أوكرانيا و الأمم المتحدة في اسطنبول، غادرت أول سفينة محملة بالحبوب ميناء أوديسا الجنوبي بأوكرانيا في 1 أغسطس، تبعها 3 سفن أضافية في 5 اغسطس.

وتوقعت مدونة صدرت مؤخرًا عن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، ان انفتاح الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود من شأنه أن يخفف من أسعار السوق.

فعلى الرغم من عودة أسعار القمح و الذرة إلى مستويات ما قبل الحرب، إلا أن أسعار الحبوب لا تزال أعلى بنسبة 50% مما كانت عليه قبل 30 شهر. و لكن هناك مخاوف بشأن تنفيذ الأتفاقية، لأن الهجمات المستمرة في المنطقة تلقي بظلال الشك على ما إذا كانت شركات التأمين لديها القدرة على تأمين السفن أم لا.