كيف أصبح الدولار العملة الأقوى في العالم؟
حسن فؤاد أسواق للمعلوماتيعد الدولار الأمريكي العملة العالمية الأولى التي لا غنى عنها، وتقيس به عدد كبير من دول العالم ميزانيتها السنوية، فضلًا عن الاحتفاظ به كاحتياطي إضافي، إلى جانب الذهب.
ومن أهم أسباب التوسع في استخدام الدولار، أن أسعار العديد من البضائع التي تتداول عالميًا، يتم تسعيرها بالعملة الأمريكية، وذلك يعني أن حجم التجارة بالدولار، يجعل العملة الخضراء الأولى في العالم للتجارة والاحتياطيات.
وتتمثل أهم الأسباب التي شكلت قوة الدولار الأمريكي، فيما يلي:
معاهدة بريتون وودز
خرجت الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب العالمية الثانية منتصرة بقوة، عكس حلفائها ممن شاركوها الحرب، وكانوا منكسرين اقتصادياً بشكل كبير بفعل الدمار الذي حل ببلدانهم.
وعلى ضوء ذلك، تم عقد مؤتمر «بريتون وودز» الذي أفرز معاهدة تحمل الاسم ذاته، لإنشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وتم الاتفاق على أن يقوم الأمريكيون بإدارة البنك الدولي، فيما يقوم الأوروبيون بإدارة صندوق النقد.
اقرأ أيضاً
- يواصل الانخفاض.. اعرف سعر الذهب اليوم الثلاثاء في مصر
- الذهب يواصل الصعود مع توقعات بانخفاض التضخم الأمريكي
- انخفاض سعر الذهب اليوم الثلاثاء في أسواق الصاغة.. وعيار 21 بـ 1069 جنيها
- «التجارة الداخلية» : بدء تداول البورصة السلعية خلال الربع الأول من العام المقبل
- ارتفاع أسعار الذهب مع تراجع الدولار وعائد السندات الأمريكية
- «ارتفاع جديد».. سعر الذهب اليوم الاثنين 8-8-2022 بمنتصف التعاملات الصباحية
- ارتفاع طفيف في أسعار الذهب عالميا بمستهل تداولات الأسبوع
- «ارتفع 4 جنيهات».. اعرف سعر الذهب اليوم في مصر
- وصول حجم اقتراض الأمريكيين إلى 40 مليار دولار خلال يونيو
- ارتفاع أسعار النفط وسط تباين أسعار المعادن الثمينة والصناعية
- الصين تحافظ على مكانتها كأكبر الدول امتلاكًا لاحتياطي نقدي أجنبي
- سعر الذهب اليوم الأحد 7-8-2022.. عيار 21 يقفز 54 جنيهًا خلال أسبوع
ونتيجة لذلك، توج الدولار الأمريكي رسميًا بالعملة الاحتياطية العالمية، وكان مدعومًا بأكبر احتياطات الذهب في العالم.
سحب الذهب
بموجب معاهدة «بريتون وودز»، تم سحب الذهب من التعامل المباشر من أيدي البشر، واستبداله بالأوراق النقدية، وتعهدت واشنطن وقتها بأن تسلم كل من يقدم لها 35 دولارًا، قيمة الذهب مقدارها أوقية (أونصة)، أي أنه تم تحديد السعر بأن كل أونصة ذهب قيمتها 35 دولارًا.
ولهذا الأمر، اكتسب الدولار لقب العملة الصعبة، وصار العالم كله أفرادًا ودولًا يثقون بالدولار باعتباره عملة للتداول، وأصبح الجميع يثق بأن الولايات المتحدة ستسلمه ما يقابل ورق الدولار من الذهب عند الطلب.
اتفاقيات التعريفات الجمركية والتجارة
عام 1947، تم اعتماد الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة المعروفة باسم «جات»، بعد إجراء مفاوضات لتحرير التجارة، والتي بموجبها قبلت الولايات المتحدة إدارة الاقتصاد العالمي بصفتها القوة العظمى الأولى بعد تراجع نفوذ بريطانيا في العالم.
قرار نيكسون
استمر الوضع على هذا النحو حتى خرج الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، عام 1971 ليفاجئ العالم ويفرض ترتيبًا آخر يقضي بعدم مقايضة الدولار بالذهب، وأن العملة الأمريكية ستعرض في السوق تحت بند المضاربة، ما يعني أن سعر صرف الدولار يحدده العرض والطلب.
إنشاء بنك الاحتياطي الفيدرالي
أدى إنشاء بنك الاحتياطي الفيدرالي في 23 ديسمبر عام 1913، إلى تجاوز الاقتصاد الأمريكي لنظيره البريطاني، كأكبر اقتصاد في العالم.
السياسة النقدية المتبعة بالبلاد
بجانب قوة الاقتصاد الأمريكي، فإن سياسة رفع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي جعل نواياه للاستمرار في رفع سعر الفائدة واضحة للأسواق، كما يتبع الفيدرالي الأمريكي سياسة نقدية أكثر تشددًا بين البنوك المركزية الكبرى في العالم، ما يجعل السندات الأمريكية أكثر جاذبية للمستثمرين في جميع أنحاء العالم.
ما يشير إلى قوة الدولار في الوقت الحالي
يتم تقديم حوالي 39% من قروض العالم بالدولار الأمريكي، واستخدام 65% من المعروض بالدولار خارج الولايات المتحدة.
لهذا السبب، فإن معظم الدول تقبل الدفع بالدولار فقط مما يؤدي إلى حاجة دولارات للمشاركة في التجارة الدولية.
كما أن أمريكا، أكبر اقتصاد في العالم، تُقرض العديد من الدول الفقيرة بالدولار، وتتلقى السداد بنفس العملة، ولهذا السبب فإن الطلب على الدولار في السوق الدولي موجود طوال العام.
وفقًا لتقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي في عام 2016، بلغت الحصة العالمية للولايات المتحدة في الصادرات حوالي 14%، بينما كانت حصتها في الواردات حوالي 18%.
تمتلك البنوك المركزية أكثر من 59% من احتياطات البنوك الأجنبية بالدولار الأمريكي، ووصلت الديون المقومة بالدولار خارج الولايات المتحدة الأمريكية إلى 12.6 تريليون دولار في منتصف عام 2020، وفقًا لصندوق النقد الدولي.
يأتي ثلث إجمالي الناتج المحلي العالمي من دول تتعامل بالدولار، ومن بينهم 7 حكومات اعتمدت الدولار عملة رسمية، وأكثر من 85% من التجارة تعتمد على العملة الأمريكية.
شهد العالم منذ بداية الألفيات، نجاح سياسة ربط العملات بالدولار أو باليورو أو بسلة عملات، وأعطى هذا للولايات المتحدة القدرة على تحقيق مكاسب كثيرة في العالم، و أبرز هذه المكاسب أن الدول التي تربط عملاتها بالدولار، تسعى إلى أن يبقى لديها رصيد كبير من الدولارات ضمن احتياطاتها الرسمية والتي تدار من قبل السلطات النقدية والبنوك المركزية في هذه الدول.