22 نوفمبر 2024 13:09 20 جمادى أول 1446

رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر

أسواق للمعلومات
  • شركات صلاح أبودنقل
طاقة ومعادن

مصر وقطر في الواجهة.. هل يرتبط مستقبل أوروبا بشركة «غازبروم» الروسية؟

غازبروم الروسية
غازبروم الروسية

كشف الغزو الروسي لأوكرانيا، وما تلاه من عقوبات غربية على موسكو، تابعها ردود فعل مماثلة من الجانب الروسي، عن مدى اعتماد القارة الأوروبية على شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم"، في إمدادات الغاز اللازمة للصناعة والتدفئة خلال الشتاء، حيث أعلنت مجموعة من دول القارة العجوز عن معاناتها جراء تقليص جزء كبير من إمدادت الغاز الروسي عنها.

إلا أن درجة اعتماد الدول الأوروبية على الغاز الروسي لا يمكن أن تتضح جليا، إلا عند مقارنة الوضع بعد الحرب في أوكرانيا بمثيله قبلها، وكذلك قدرة الاتحاد الأوروبي على توفير البديل عن إمدادات الشركة، وهذا ما ستكشف عنه "أسواق للمعلومات" خلال السطور التالية:

حجم إمدادت غازبروم إلى أوروبا قبل الحرب؟

أعلنت وكالة الطاقة الدولية أن "غازبروم" الروسية قد زودت الاتّحاد الأوروبي وبريطانيا، بحوالي 32% من إجمالي وارداتهما من الغاز خلال عام 2021، مقارنة بـ25% في 2009، إلا أنّ هذه النسبة تختلف اختلافاً كبيراً بين دولة وأخرى داخل التكتل.

وأظهرت بيانات "يوروستات" لعام 2020، اعتماد بعض الدول الأوربية بشكل شبه كامل على غازبروم الروسية في توفير حاجتها من الغاز، حيث يمثل الغاز الروسي حوالي 97.6% من إجمالي واردات فنلندا من الغاز.

كما تعتمد بلغاريا على الشركة الروسية في توفير حوالي 85% من إجمالي حاجتها من الغاز، وتساهم الأخيرة في إمداد سلوفاكيا بالغاز الروسي بنسبة 85% من إجمالي استهلاكها من الغاز خلال عام 2020.

وفي الإطار نفسه، فإن ألمانيا -أكبر اقتصاد في القارة الأوروبية- تعتمد على غازبروم العملاقة في تأمين 55% من وارداتها من الغاز.

رد فعل غازبروم بعد العقوبات المفروضة على روسيا

ردا على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب غزو أوكرانيا، حذّر الكرملين الدول الأعضاء في التكتل، والتي تحصل على حاجتها من الغاز من الشركة الروسية غازبروم، من أن هذه الإمدادات ستتوقف إن لم تسدد ثمنها بالروبل الروسي وليس باليورو أو الدولار.

وقررت غازبروم الروسية في 27 أبريل 2022، قطع الغاز عن بلغاريا وبولندا، بعد عدم امتثالهما لقاعدة الدفع بالروبل، وفعلت المجموعة نفس الشيء مع فنلندا في 21 مايو الماضي، بعد سعيها للحصول على عضوية حلف الناتو، والذي حذرتها موسكو من الانضمام إليه.

وأعلنت مجموعة «غازبروم» في 31 مايو 2022، عن تعليق إمدادات الغاز إلى هولندا، بعدما رفضت شركة «غاز تيرا» الهولندية للطاقة إتمام عملية الدفع بالروبل في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية.

كما كشفت مجموعة الطاقة الإيطالية «إيني»، عن أنها ستتلقى نحو ثلث كميات أقل من الغاز الطبيعي من شركة غازبروم الروسية، مقارنة بالسابق، حيث أوضحت غازبروم الروسية أنها ستورد حوالي 21 مليون متر مكعب، بينما كانت تتلقى إيني في السابق حجمًا يوميًا يبلغ حوالي 32 مليون متر مكعب.

محاولات أوروبا للاستقلال عن غازبروم

أعلن رئيس وزراء بولندا، ماتيوش مورافتسكي، عن استعداد بلاده، التي تستهلك ما يصل إلى 21 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، للاستقلال الكامل عن إمدادت غازبروم من الغاز الروسي، بعد أن شنت موسكو حربا واسعة ضدد أوكرانيا فيما أطلقت عليه "عملية عسكرية خاصة" في 24 فبراير 2022.

وفي إيطاليا، أكد وزير الانتقال البيئي، روبرتو سينجولاني، أنه من الضروري الوصول إلى مستويات تخزين تصل إلى 90% في الأشهر الأخيرة من العام الجاري 2022، بهدف التخلص من الاعتماد على الغاز الروسي بعد غزو أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي، وتكوين احتياطيات في الوقت المناسب لفصل الشتاء.

كما ذكرت الحكومة الهولندية، يوم الثلاثاء 5 يوليو 2022، أن هناك 8 شركات سجلت دعمًا بقيمة 164 مليون يورو، ما يساوي نحو 169 مليون دولار، للمساهمة في ملء منشأة «بيرجيرمير» - إحدى أكبر المنشآت النفطية في أوروبا، لتخزين الغاز الطبيعي في البلاد، كجزء من خطة الدولة للاستغناء عن الغاز الروسي.

وأفادت دول البلطيق الثلاث، ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، في مطلع أبريل الماضي أنها توقفت عن استيراد الغاز الروسي بالكامل، موضحة أنها ستعتمد في الوقت الراهن على احتياطياتها من الغاز المخزّنة تحت الأرض.

مبادرات خارجية لتوفير بديل غازبروم لأوروبا

شدد الاجتماع الوزاري لمنتدى غاز شرق المتوسط، في 15 يونيو 2022 بالقاهرة، على الدور الذي يمكن أن يلعبه في تأمين احتياجات أوروبا من الوقود، في ظل مساعي القارّة العجوز إلى تنويع مصادر الطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأعلن وزير الطاقة القطري، سعد الكعبي، عن اعتزام بلاده، التي تعد إحدى الدول الرئيسية المصدرة للغاز، مساعدة أوروبا على توفير حاجتها من الغاز في حالة وجود صعوبات في الإمداد، موضحا أن المساعدة ستقتصر على الكميات المتاحة.

من جانبه، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال يوليو الجاري، على هامش منتدى بيطرسبرج ببرلين، على استعداد القاهرة لتقديم ما لديها من تسهيلات، لإيصال الغاز من شرق المتوسط إلى أوروبا، وذلك في إطار مواجهة أزمة الطاقة العالمية، بعد الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ماذا بعد؟!

تظهر الأرقام السابقة أن استقلال أوروبا عن الغاز الروسي ليس بالأمر اليسير، فليس من المعقول أن تعتمد قارة بأكمالها على مصدر واحد في تغطية ما يقارب 40% من حاجتها من الغاز، ثم يسهل عليها الاستغناء عنه بين عشية وضحاها.

فعلى الرغم من محاولات بعض الدول الأوروبية في توفير بديل عن الغاز الروسي، إلا أن غالبية تلك المحاولات تعتمد على زيادة مخزوناتها من الغاز، وهو مصدر يفتقر إلى الاستدامة، كما أنه يتطلب فترات طويلة وبنسب متفاوتة من دولة إلى أخرى.

وليس أدل على ذلك من الآثار الحادة التي ترتبت على تقليص إمدادات غازبروم من الغاز الروسي عن الدول الأوروبية، مثل ارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير في دول الاتحاد الأوروبي، وبلوغ معدلات التضخم مستويات قياسية لم تحدث منذ عقود، وكذلك إعلان المجر - إحدى دول الاتحاد الأوروبي - عدم قدرتها على الاستقلال عن الغاز الروسي إلا إذا توفر البديل.

أسواق للمعلومات مصر 2030
غازبروم الروسية إنتاج روسيا من الغاز الغزو الروسي لأوروبا أوروبا والغاز الروسي أسعار الغاز الروسي أسواق للمعلومات وكالة الطاقة الدولية ألمانيا والغاز الروسي
أسواق للمعلومات أسواق للمعلومات
أسواق للمعلومات أسواق للمعلومات