خبراء: الأزمة الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على المجتمع الدولي وخطة غير محسوبة
أحمد الليثي أسواق للمعلوماتاستعرض خبراء أثار الأزمة الروسية الأوكرانية، والتي ألقت بظلالها على المجتمع الدولي في الوقت الحالي، مؤكدين أن قرار الرئيس بوتين، بشن هجوم عسكري على أوكرانيا يعتبر خطوة غير محسوبة وسيكون له أثر سلبي على مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية.
وأكد الخبراء على أن المجتمع الدولي لم يفق من أزمة جائحة فيروس كورونا التي ضربت الاقتصادات في الصميم، حتى يجد نفسه أمام أزمة سياسية جديدة في المقام الأول، الأمر الذي يُندد بمخاطر تهدد الدول ذات الاقتصاديات الضعيفة والتي تعاني من نقص في المخزون الاستراتيجي الخاصة بها.
سيناريوهات الغزو الروسي
وتوقع الخبراء أن يكون هناك سيناريوهين في أزمة روسيا وأوكرانيا; الأول أن تكون مجرد هجمة عسكرية استمرت ساعات أثتبت فيها روسية قدرتها العسكرية، بينما الاحتمال الثاني أن تحدث المزيد من التداعيات الجديدة كدخول أطراف على صعيد الأزمة للتفاقم أكثر من ذلك.
الغباشي يحذر من تفاقم الأزمة
من جانبه أكد اللواء محمد الغباشي، الخبير الاستراتيجي، أن أزمة روسيا – أوكرانيا، لها أبعاد دولية، مشدداً على أهمية تدخل المنظمات الدولية على خط الأزمة من أجل ضبط الأمور ومطالب الأطراف بضبط النفس حفاظاً على الأرواح ومنعاً لمزيد من الخسائر الاقتصادية والسياسية والبشرية.
اقرأ أيضاً
- النفط يقلص مكاسبه عقب صدور بيانات المخزونات الأمريكية وبرنت يلامس 103 دولار
- كيف أثر الغزو الروسي على الشحنات السلعية والنقل؟ ........ مصر في المقدمة
- عقود القمح تصعد 50 سنتًا في بورصة شيكاغو
- 35 سنتًا ارتفاع في عقود الذرة ببورصة شيكاغو
- بعد أن تجاوزت أسعار النفط 100 دولار.. الصين لا تمتلك خطط للتدخل
- شركات الطيران الإماراتية تعلق رحلاتها لأوكرانيا بعد الهجوم الروسي
- أوكرانيا تصدر أكثر من 43 مليون طن من الحبوب الغذائية
- أوكرانيا تغلق الموانئ البحرية وسط مخاوف بشأن إمدادات الحبوب
- الأزمة الأوكرانية... هبوط الروبل الروسي لأدنى مستوياته وإغلاق بورصة موسكو
- رئيس اتحاد الغرف التجارية: الاقتصاد المصري أكثر قوة أمام أي أزمة عالمية
- كيف أثر الغزو الروسي على أسعار المعادن؟ .. الألومنيوم والنيكل يقودان المكاسب
- إجراءات وقائية تتخذها الحكومة لتأمين إمدادات القمح.. تعرف عليها
وحذر الغباشي، من تفاقم وتصاعد الأزمة في ظل وجود مصالح بين الدولتين طرفي النزاع والعديد من الدول الأخرى، فنجد أن العديد من دول العالم قد انقسمت إلى فريقين الأول يؤيد الهجوم ويساند روسيا والثاني يرفض الهجوم ويدافع عن أوكرانيا، معرباً عن تخوفه من تصاعد الأزمة لتكون مواجهات على الأرض أكثر منها حرب تصريحات.
وشدد الغباشي أن قرار الرئيس الروسي، بالهجوم على الأراضي الأوكرانية يعتبر خطوة غير محسوبة وسيكون لها المزيد من التداعيات وردود الأفعال على صعيد الدولة الروسية محلياً وكذلك المنطقة والقارة الأوروبية بل والعالم أجمع.
منصور: أثر الأزمة على أسواق السلع العالمية
بدوره اعتبر اللواء محمود منصور، الخبير الاستراتيجي ومؤسس المخابرات القطرية، أن الأزمة الروسية الأوكرانية لها أكثر من وجه بخلاف الظاهر للعيان في الوقت الحالي والمنحصر في البعدين السياسي والعسكري وفقط، بل تمتد لأكثر من ذلك وخاصة على الصعيد الاقتصادي.
وأكد أن كل من روسيا وأوكرانيا لهما ثقل اقتصادي دولياً وخاصة فيما يتعلق بالنفط وكذلك القمح، وزد على ذلك مردود هذه الأزمة على البورصات العالمية والمحلية، بالإضافة إلى أسعار السلع الاستراتيجية، وكذلك الذهب والفضة واللذين يعتبرا ملاذ أمن لدول العالم التي ستسارع لتأمين نفسها تحسباً لتفاقم الأزمة.
وطالب منصور المجتمع الدولي بضرورة التدخل فوراً لحل هذه الأزمة وبحث الملفات على طاولة المفاوضات أفضل من المواجهات العسكرية التي دائماً ما يكون جميع أطرافها هم الخاسرون اقتصاديا واجتماعياً وبشرياً أيضاً، مشدداً على أهمية عدم دخول أي دول أخرى على صعيد الأزمة منعاً لحدوث مزيد من التشابك في الخيوط.
أبوبكر الديب: الأزمة تنعكس سلباً على معدلات النمو في التجارة الدولية
من ناحيته قال أبوبكر الديب، الباحث في العلاقات الدولية والإقتصاد السياسي، الهجوم الروسي على أوكرانيا تسبب في زعزعة اقتصاد العالم، مشيراً إلى أن العالم لم يلبث أن يتنفس الصعداء من تداعيات فيروس كورونا حتى وجد نفسه أمام أزمة دولية جديدة تلوح في الأفق.
وأشار إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية معقدة بشكل كبير فيمكن أن تجد موسكو نفسها أمام عقوبات دولية بسبب ما قامت بها من هجوم عسكري على أوكرانيا، الأمر الذي سيكون لها مردود سلبي على أسعار النفط والقمح والذهب، هذا إلى جانب تراجع الأسهم للشركات العملاقة وعابرة القارات وكذلك تباطؤ معدلات النمو في التجارة الدولية.
واستشهد الديب بما حدث في أسعار الذهب خلال الساعات القليلة الماضية التي سجلت أعلى مستوى لها على مدار الأشهر الماضية، بجانب أسعار النفط التي تجاوزت 100 دولار للبرميل منذ بدأت العملية العسكرية الروسية، مستقراً عند حاجز الـ 103 دولارات لأول مرة له منذ 7 سنوات ماضية.
وحذر الديب من حدوث موجة كبيرة من الارتفاعات على مستوى الأسعار خلال الفترة القليلة الماضية عالمياً خاصة في مشتقات الطاقة كالنفط والغاز على خاصة، بجانب ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية كالقمه الروسي والشعير، لافتاً إلى أن روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري القمح للعالم.