التفاصيل الكاملة لأسباب ارتفاع أسعار البيض محليًا وعالميًا

سيطرت حالة من القلق والترقب داخل الشارع المصري، خلال الآونة الأخيرة، خاصة بعد الارتفاع الهائل في أسعار البيض بشكل كبير، والذي تخطت فيه سعر كرتونة البيض لـ55 جنيهًا، الأمر الذي سبب إرباكًا لأغلبية الأسر، خاصة مع الإقبال الشديد على شرائه هذه الأيام وتوافد الطلاب للمدارس يوميًا، إذ يعد البيض طعامًا رئيسيًا للأطفال.

وتزامنًا مع ذلك الارتفاع، تتبع الحكومة حاليًا خططًا استراتيجية، لزيادة الاستثمار في مجال إنتاج الدواجن، وتحقيق التوازن المحلي، بعد تشبع الأسواق المصرية، وتعمل وزارة الزراعة على زيادة الاستثمار في هذا المجال حتى تحقق الاتزان في الأسواق المحلية، وكذلك تصدير الفائض للسوق الخارجي عبر منتجات تلبي أعلى معايير الجودة العالمية.

أسباب ارتفاع أسعار البيض محليًا وعالميًا

ومن هذا المنطلق، تستعرض «أسواق للمعلومات»، خلال السطور التالية، تقريرًا شاملًا عن أسباب ارتفاع أسعار البيض محليًا وعالميًا علاوة على زيادة تكلفة الإنتاج، إذ تشير البيانات الصادرة عن الغرف التجارية، أن الدولة المصرية تنتج 1.4 مليار طائر سنوياً، وهذا الإنتاج يحقق اكتفاءً ذاتيا بنحو 97%، ولا تتعدى الفجوة الموجودة بين الإنتاج والاستهلاك نسبة 5%، فيما يبلغ حجم إنتاج بيض المائدة إلى 13 مليار بيضة سنوياً، ويصل متوسط نصيب الفرد إلى 20 كيلو في العام من الدواجن.

طفرة كبيرة في صناعة الدواجن

ورغم أن مصر حققت طفرة كبيرة في صناعة الدواجن، ونجحت بالفعل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من بيض المائدة بنسبة اكتفاء ذاتي 100% والذي يصل لحوالي 13 مليار بيضة سنوياً بإجمالي استثمارات في صناعة الدواجن حوالي 90 مليار جنيه بعدد ما بين 50 إلى 60 ألف منشأة ويعمل بها حوالى 3 مليون عامل إلا أن أسعار البيض تواصل في الارتفاع.

وأرجع خبراء الاقتصاد، أن هذا الارتفاع يرجع إلى العرض والطلب لكن التغيرات المناخية التي تعرضت لها البلاد خلال الفترة الماضية أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن وتسببت في خسائر فادحة للمُربين وبالتالي خرجت أعداد كبيرة من المنظومة وإحجام المُربين عن إدخال قطعان من الكتاكيت البياض للتربية نتيجة الخسائر المتكررة.

ضرورة إنشاء بورصة موحدة تختص بتحديد أسعار الدواجن ومُنتجاتها

وكان الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، قد طالب في تصريحات سابقة له، إلى ضرورة إنشاء بورصة موحدة تختص بتحديد أسعار الدواجن ومُنتجاتها بعد حساب تكلفة الإنتاج وحساب هامش ربح مرضي للمربين بدلاً من ترك السوق لحلقات البيع العشوائية من التجار الذين يقومون باحتكار السلعة بغرض رفع أسعارها لتحقيق مزيد من الأرباح على حساب المُربين والمُستهلكين.

وأشار إلى أن الزيادة التي شهدتها أسعار الأعلاف خلال الفترة الماضية كانت سببًا أيضًا في ارتفاع الأسعار، إذ يتراوح سعر طن العلف الآن ما بين 7700 إلى 7900 جنيه للطن، خاصة أن مصر تستورد من الأرجنتين والبرازيل وأوكرانيا الذرة الصفراء وفول الصويا وباقي مكونات الأعلاف بكميات تصل من 8 إلى 9 ملايين طن سنويًا.

صغار المربين تكبدوا خسائر كبيرة وصلت إلى 10 آلاف جنيه في اليوم الواحد

وأوضح أن ارتفاع أسعار الدواجن يرجع أيضًا إلى خروج بعض المربيين من منظومة التربية خلال الفترة الماضية في ظل ارتفاع أسعار العلف وزيادة تكلفة التربية، مما أدى إلى قلة المعروض في ظل زيادة الطلب، لافتًا غلى أن صغار المربين تكبدوا خسائر كبيرة وصلت إلى 10 آلاف جنيه في اليوم الواحد، لأن طبق البيض كان يباع في المزرعة نهاية أغسطس الماضي بنحو 24 جنيهًا وتكلفته الفعلية 34 جنيهًا.

ويذكر أن وزارة الزراعة تعد حاليًا دراسة مفصلة لمعرفة كافة الأسباب التي ساهمت في ارتفاع أسعار الدواجن والبيض والعمل على حلها.

هذا وكشف الاتحاد العام للدواجن، مسبقًا عن الأسباب الأخرى لارتفاع أسعار البيض، والتي أبرزها؛ ارتفاع تكاليف الإنتاج وأهمها الأعلاف والتي شهدت ارتفاعاً بنسبة 90%، حيث ارتفع سعر طن الذرة الصفراء من 3 آلاف جنيه جنيه ليصبح سعره في البورصات العالمية 5.5 آلاف جنيه، أما سعر فول الصويا فارتفع من 5200 جنيه ليصبح بـ9000 جنيه، أما زيت الصويا الهام في العملية الإنتاجية فارتفع من 12 ألف جنيه إلى 25 ألف جنيه.

أما فيما يتعلق بالأسعار عالمياً، فنوه تقرير الاتحاد، بأنها أصبحت مرتفعة في الوقت الذي تستورد فيه مصر 90% من تكلفة إنتاج الدواجن سواء كانت لحوم أو بيض، وداخلياً فقد ارتفعت كل تكاليف الإنتاج أيضاً من إيجار للعنابر وأجور العمالة والمرافق سواء كهرباء ومياه وطاقة تدفئة.

انخفاض أسعار البيض مُرتبط بشكل مباشر بأسعار مدخلات الإنتاج من أعلاف وتطعيمات

وبالتالي فإن انخفاض أسعار البيض مُرتبط بشكل مباشر بأسعار مدخلات الإنتاج من أعلاف وتطعيمات، وستنخفض أسعار البيض في حال انخفضت مدخلات الإنتاج، إذ أن تكلفة إنتاج طبق البيض الأبيض تفوق الـ 48 جنيهًا ويُباع على «باب المزرعة» ما بين الـ50 و54 جنيهًا وهو هامش ربح منخفض، مقارنة بتكلفة الإنتاج، حيث أن تكلفة تربية الدجاجة لإنتاج البيض تصل إلى 100 جنيه، ولن تبدأ الدجاجة في الإنتاج قبل 100 يوم.

وذكر خبراء الاتحاد أن ارتفاع أسعار البيض ليس في مصلحة المنتجين فمع زيادة الأسعار ستقل القدرة الشرائية للمستهلك وهو أمر لا يصب في مصلحة أحد، خاصة أن مصر تنتج يوميًا من 800 ألف إلى مليون طبق بيض تكفي احتياجات السوق المحلي.

وفي السياق ذاته، تشهد أسعار البيض، حالة من التباين هذه الأيام، في السوق المحلي ومنافذ البيع الحكومية، وذلك وفقًا لسعر المزرعة، حيث تراوح سعر طبق البيض الأبيض ما بين 47.5 لـ 48 جنيهًا.

وتحرص «أسواق للمعلومات» على تقديم تقريرًا يوميًا عن أسعار البيض الأبيض والأحمر والبلدي بالمزرعة، لرصد التغيرات التي يشهدها سوق السلع داخل مصر.

سعر البيض الأبيض في المزرعة

سجل سعر طبق البيض الأبيض استقرارًا اليوم في المزرعة ليتراوح ما بين 47.5 لـ 48 جنيهًا.

سعر البيض الأحمر في المزرعة

تراوح سعر طبق البيض الأحمر ما بين 50.5 لـ 51.5 جنيهًا.

سعر البيض البلدي في المزرعة

وتراوح سعر طبق البيض البلدي ما بين 59 لـ 60 جنيهًا.

علمًا بأنه يتم طرح أكثر من 1000 طبق بيض مائدة يوميًا بالمنافذ، وذلك ضمن إطار التعاون مع الصندوق المركزي لتنمية الثروة الحيوانية وإتحاد منتجي الدواجن والهيئة العامة للإصلاح الزراعي وقطاع الإنتاج بوزارة الزراعة.