الأمم المتحدة تحذر من انبعاثات الكربون قبل إجتماع قمة المناخ
عاصم المالح أسواق للمعلوماتقال تقرير للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، إن الالتزامات الحالية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تضع كوكب الأرض على المسار الصحيح بخفض متوسط درجات الحرارة بنحو 2.7 درجة مئوية، في تحذير صارخ قبل محادثات قمة المناخ الأحد المقبل.
وتدخل العديد من الحكومات تحت دائرة الضوء في مؤتمر COP26 الأسبوع المقبل للوفاء بالموعد النهائي لهذا العام للالتزام بتعهدات خفض أكثر للانبعاثات الكربونية، فيما يمكن أن يكون الفرصة الأخيرة لوضع العالم على المسار الصحيح للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين.
وفي الوقت الذي ضربت فيه الأحداث المناخية المتغيرة من حرائق الغابات والفيضانات دولًا في جميع أنحاء العالم، حذر تقرير للأمم المتحدة في أغسطس من أن الاحتباس الحراري العالمي بسبب انبعاثات الغازات قد يتجاوز 1.5 درجة مئوية في العقدين المقبلين.
المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذر من أبتعاد العالم عن المسار الصحيح
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الاثنين، إن الأمر يتعلق بما إذا كانت الجولة الأهم من محادثات الأمم المتحدة منذ اتفاق باريس في عام 2015 ستؤمن الاتفاقات اللازمة للتصدي لتغير المناخ أم لا.
وأوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة -قبل الحدث الذي يستمر أسبوعين ويبدأ في جلاسكو باسكتلندا يوم الأحد المقبل- أن تركيزات غازات الاحتباس الحراري سجلت رقمًا قياسيًا العام الماضي وأن العالم "بعيد عن المسار الصحيح" في الحد من ارتفاع درجات الحرارة.
وأظهر تقرير "فجوة الانبعاثات" السنوي الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، والذي يقيس الفجوة بين الانبعاثات المتوقعة والفعلية كما هو متفق عليه في اتفاقية باريس، أن التعهدات المحدثة تقلل فقط من انبعاثات 2030 المتوقعة بنسبة 7.5% إضافية مقارنة بالالتزامات السابقة.
وأضاف التقرير ذاته أن الالتزامات الحالية بصافي الصفر يمكن أن تحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى حوالي 2.2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، لكن تعهدات 2030 حتى الآن لا تضع الجهات الرئيسية للانبعاثات على طريق واضح لتحقيق ذلك.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في تصريحات صحفية، إن هذا التقرير هو دعوة إيقاظ مدوية أخرى، مشيرًا إلى ضرورة انتهاء الوعود الوهمية، مطالبًا الجميع بالبدء في سد الفجوة من خلال قمة جلاسكو.
دول العالم تقدم خططًا لخفض الانبعاثات 9% بحلول 2030
تُظهر أحدث بيانات الأمم المتحدة أن 143 دولة، تمثل حوالي 57% من الانبعاثات العالمية، قد قدمت خططًا ومحدثات جديدة لخفض الانبعاثات قبل مؤتمر COP26 بنحو 9% من مستويات عام 2010 بحلول عام 2030 إذا تم تنفيذها بالكامل.
ولكن إذا تم الجمع بين جميع تعهدات 192 دولة بموجب اتفاقية باريس، فمن المتوقع حدوث زيادة بنحو 16% في الانبعاثات العالمية بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2010، مما سيؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة بأكثر من 2 درجة مئوية.
ولم تقدم الصين والهند، اللتان تتحملان معًا نحو 30% من الانبعاثات العالمية، أي تعهدات جديدة حتى الآن.
وأوضح التقرير أنه على مدار 11 سنة ماضية، تم وضع سياسات من شأنها خفض الانبعاثات السنوية بمقدار 11 طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، مقارنة بما كان سيحدث بدون هذه السياسات.
ومع ذلك، فإن إنتاج الوقود الأحفوري لا يتباطأ بالمعدل المطلوب، حيث من المقرر أن تنتج الاقتصادات الكبرى أكثر من ضعف كمية الفحم والنفط والغاز في عام 2030 .