أزمة الغاز الاوروبي تدفع الأسعار إلى مستويات قياسية قبل موسم الشتاء

ارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في أوروبا إلى مستويات قياسية أمس الإثنين حيث انخفضت كمية الغاز الروسي المتدفق إلى أوروبا عبر نقطة دخول رئيسية، مما قلص الإمدادات و انعكس سلباً على توازن العرض و الطلب، و أيضاً ارتفعت الأسعار مع ارتفاع تكلفة تصاريح الكربون بموجب نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي ، مما زاد من جاذبية الغاز كوقود أنظف للاحتراق في توليد الطاقة.

 

ومن المتوقع أن يستمر الطلب الأسيوي في جذب شحنات الغاز الطبيعي المسال بعيدًا عن أوروبا.

و قال محللو سيتي جروب في مذكرة إن الإنتاج الصناعي في الصين والهند يفرض طلبات كثيرة على توليد الطاقة ، والتي يتم إنتاج الكثير منها من الفحم، لكن الغاز تأثر أيضًا.

 

وقال رئيس شركة Engie EnergyScan - مقرها باريس - إنه مع انخفاض المخزونات الأوروبية بحوالي 20%عن المتوسط ​​الموسمي قبل أسابيع فقط من موسم التدفئة، يركز التجار على طرق الإمداد الأوروبية للغاز الروسي والطلب الشتوي، و أضاف إن أوروبا ستواجه شتاء ضيقا للغاية وقد تؤدي شدة الطقس إلى دفع الأسعار إلى أكثر من 100 يورو لكل ميغاواط / ساعة.

 

وانخفضت تدفقات الغاز في محطة مالنو Mallnow في ألمانيا - المسئولة عن مرور الوقود الروسي عبر خط أنابيب رئيسي - إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين بنهاية يوليو، كما ازداد تراجع التدفقات بعد حريق في منشأة جازبروم الروسية في أوائل أغسطس.

 

و صرحت جازبروم أمس الاثنين، إنها ستقوم بتلبية كافة طلبات المستهلكين الأوروبيين الذين يتلقون الغاز عبر خط أنابيب يامال-أوروبا، الذي ينقل الوقود إلى مالنو.

 

أسعار عقود الغاز الأوربية

ارتفعت العقود الآجلة للغاز في هولندا بنسبة 4.2٪ خلال تداولات الإثنين لتسجل 53.68 يورو للميجاواط / ساعة قبل تقليص المكاسب إلى 52.55 يورو عند تسوية التداولات.

ارتفع سعر الغاز في المملكة المتحدة بنسبة 3.8٪ إلى مستوى قياسي بلغ 135.41 بنس/ وحدة بريطانية في مؤشر العقود الآجلة الأوروبية.

 

خط أنابيب نورد ستريم 2

يتطلع السوق أيضًا إلى إشارات عندما يبدأ خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 من روسيا إلى ألمانيا عملياته، ومن المحتمل أن تؤدي التدفقات عبر الرابط المثير للجدل إلى تخفيف ضيق السوق قبل ذروة موسم الشتاء.

 

وقالت الشركة المشغلة لخط الأنابيب في بيان يوم الاثنين إن الشحنات الأولى متوقعة قبل نهاية العام حيث تم الآن لحام الجزء الأخير من الأنابيب وسيتم إنزاله في قاع البحر، ستكون الخطوة التالية هي توصيل القسمين الدنماركي والألماني قبل تنفيذ أعمال ما قبل التكليف.