نمو قطاع تصميم الإلكترونيات في مصر ليبلغ 80 شركة بنهاية 2024
محمد علاء أسواق للمعلوماتتفقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، مساء اليوم الثلاثاء، أنشطة مركز إمحوتب للإبداع والتطوير، بمدينة المعرفة، والذي يوفر نظاما أيكولوجيا متكاملًا لتنمية شركات الإلكترونيات وتحفيز الإبداع والابتكار.
ويحتوي المركز على عدد من المعامل المتطورة لدعم الأنشطة المعنية بالتصميم الإلكتروني، والتشبيك بين الشركات المحلية والعالمية العاملة بهذا المجال لنقل المعرفة، عبر استضافة الشركات المحلية والعالمية المتخصصة فى تصميم الإلكترونيات والبرامج المدمجة.
واستعرض المهندس أحمد الظاهر الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، محاور استراتيجية "مصر تصنع الإلكترونيات"، التي تركز على توطين تصنيع الإلكترونيات، خاصة صناعة الهواتف المحمولة وأجهزة الاتصالات، وتصميم وتصنيع الدوائر والأنظمة الإلكترونية.
وأشار "الظاهر"، إلى أن الاستراتيجية ترتكز على بناء قاعدة من الكوادر المتخصصة في تصميم الدوائر الإلكترونية والأنظمة المدمجة، وإنشاء مجمعات للإبداع في مجال الإلكترونيات بالمناطق التكنولوجية ومراكز إبداع مصر الرقمية ومعامل تكنولوجية متطورة لتطوير النماذج الأولية، إضافةً إلى تحفيز الاستثمارات في قطاع الإلكترونيات، وتمكين البحث والتطوير، ودعم الشركات الناشئة والمبتكرين.
ولفت الرئيس التنفيذي للهيئة، إلى أن الاستراتيجية منذ إطلاقها، شهدت تطورات كبيرة وحققت نجاحًا ملحوظًا في استقطاب كبرى شركات تصنيع الهواتف المحمولة إلى السوق المصرية؛ سواء عبر تأسيس مقرات لها في مصر، أو عبر تصنيع منتجاتها في المصانع المصرية المتخصصة في التصنيع للغير، موضحًا أن الهيئة تواصل جهودها لجذب وتشجيع الشركات العالمية للاستثمار في مصر، ليس فقط في مجال التصنيع، ولكن في تصميم أشباه الموصلات والأنظمة الإلكترونية المدمجة، بما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة الإلكترونيات.
وأوضح "الظاهر"، أن هذا التوجه أثمر عن نمو ملحوظ في قطاع تصميم الإلكترونيات والأنظمة المدمجة؛ حيث ارتفع عدد الشركات العاملة من 34 شركة عام 2016، ليصل إلى أكثر من 80 شركة بنهاية عام 2024، منها 20 شركة عالمية و60 شركة محلية، وهذا التوسع في القطاع يعزز فرص العمل؛ إذ يضم حاليًا أكثر من 9 آلاف مهندس متخصص.
وذكر أن مركز إمحوتب للإبداع والتطوير، يمثل نظامًا متكاملًا لدعم شركات الإلكترونيات وتحفيز الابتكار، ويضم المركز مساحات مجهزة تستوعب 20 شركة، يعمل بها حاليًا 17 شركة محلية وعالمية متخصصة في تصميم الدوائر الإلكترونية المتكاملة والأنظمة المدمجة، ويستوعب المركز أيضا حاضنة أعمال لدعم الشركات الناشئة، ومعامل متطورة لاختبار الدوائر الإلكترونية عالية التردد تصل إلى 110 جيجاهرتزات، وتم تجهيز المعامل بأحدث الأجهزة والتقنيات الفريدة من نوعها في مصر.
وتوفر هذه المعامل، بيئة تشاركية متكاملة تتيح للشركات المتخصصة استخدام هذه المعامل في تطوير منتجات متقدمة، دون الحاجة إلى تحمل تكاليف شراء أو استئجار المعدات، مما يتيح تطوير منتجات متقدمة تلبي احتياجات العملاء بالخارج ويسهم في تعزيز قدرات مصر التنافسية في الأسواق العالمية.
وأفاد "الظاهر"، بأن المركز يوفر برامج تدريبية متخصصة في تكنولوجيا الإلكترونيات وتصميم أشباه الموصلات، ومجالات الأتمتة الصناعية والتصنيع الذكي، بما يسهم في تأهيل الكوادر وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال في القطاع.
كما اطلع "مدبولي"، على الجهود المبذولة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي لإيجاد حلول تكنولوجية مبتكرة في مختلف المجالات.
واستعرض الدكتور أحمد طنطاوي المشرف على أعمال مركز الابتكار التطبيقي، أنشطة المركز المعنية باستخدام التقنيات الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل: معالجة اللغات الطبيعية وخاصة اللغة العربية والعامية المصرية وتحليل الصور الطبية، وصور الأقمار الاصطناعية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي والنماذج اللغوية الكبيرة؛ لابتكار حلول تكنولوجية وتطبيقات ذات أثر اجتماعي واسع وجدوى اقتصادية عالية في عدد من القطاعات.
كما تفقد رئيس الوزراء، مركز إبداع الجيل الصناعي الرابع لشركة سيمنز، الذي أقيم في إطار التعاون الثلاثي بين الشركة، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، ومركز تحديث الصناعة.
ويستهدف المركز التوعية بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها العملية بالمصانع الذكية، وتبني التكنولوجيا المتقدمة في التصنيع المحلي، وتدريب الكوادر المصرية على تقنيات التشغيل الآلي وتقديم خدمات تقييم واستشارات التحول الرقمي للصناعة، وتقديم الدعم اللازم في مجالات تحفيز الابتكار الصناعي وتصميم المصانع الذكية، بما يسهم في نقل المعرفة، وتطوير القطاع الصناعي، وتعزيز الاستدامة البيئية، عبر الاعتماد على تطبيقات تكنولوجية تساعد مصر على الانتقال لصافي الانبعاثات الصفرية.
وقال مصطفى الباجوري الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز مصر، إن المركز يضم ثلاثة مكونات رئيسية هي: معرض محاكاة التصنيع الذكي الذي يهدف إلى استعراض أحدث تقنيات سيمنز التي تخدم القطاعات الصناعية في مختلف المجالات وحلول سيمنز الرقمية، ومختبر التدريب الذي يقدم دورات تدريبية معتمدة من الشركة في مجالات التحول الرقمي والمحركات، ومختبر الابتكار، الذي يدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة في الابتكار وتصميم واختبار منتجاتها وخطوط الإنتاج والأنظمة باستخدام برامج سيمنز، ويمكن أن يدعم طلاب الهندسة خلال مشروعات تخرجهم لتصميم نماذج افتراضية وإنتاج نماذج أولية لأفكارهم.
كما زار "مدبولي"، معمل قياسات واختبارات الدوائر الإلكترونية الدقيقة الذي يحتوي على أحدث أجهزة القياس في العالم؛ لتمكين الشركات لتطوير المنتجات والمكونات الإلكترونية عالية التقنية ذات الترددات الفائقة التي تصل إلى 110GHZ الذي يقدم خدماته إلى الشركات العاملة في تصميم الأنظمة الإلكترونية وأشباه الموصلات والشركات الناشئة وللجامعات المصرية وللطلبة.
والتقى رئيس الوزراء، بعدد من أصحاب الشركات العالمية والمحلية، التي يستضيفها المركز، حيث أشادوا بالدعم المقدم من وزارة الاتصالات، بداية من تدريب الكوادر وتأهيلهم لسوق العمل، وتوفير معامل متخصصة، ومنها هذا المعمل الذي يتيح لهم تطوير منتجاتهم وييسر لهم طرق قياس ومتابعة النتائج الخاصة بمنتجات الشركة، كما يوفر لهم الإمكانات للاختبار والتحقق من جودة المنتجات محليًا، وتسريع عملية التحقق من الرقائق.
وزار "مدبولي"، مقر شركة ساي فيجن، إحدى الشركات المصرية الرائدة في مجال تصميم الدوائر الإلكترونية التي يستضيفها المركز.
واستعرض المهندس محمد سمير، نائب الرئيس التنفيذي للشركة، رحلة نجاح ونمو الشركة في هذا التخصص الدقيق؛ حيث بدأت في عام 2016 بعدد 69 مهندسا متخصصا ليصل عدد العاملين إلى أكثر من 800 مهندس في عام 2025؛ لتصبح بذلك أكبر شركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال تصميم الدوائر الإلكترونية المتكاملة IC Desig.
وأشار إلى المميزات التي يوفرها مركز إمحوتب ودوره في دعم نمو الأعمال وتوسيع نطاق الشركات العاملة في هذا المجال، حيث يوفر المركز بيئة عمل متكاملة تعزز من فرص الابتكار والتطوير في صناعة الإلكترونيات والأنظمة المدمجة.
وفي ختام الزيارة، عبر رئيس الوزراء عن سعادته بزيارته المدينة، التي كانت مشروعا يراود الخيال، وأصبح حقيقة واقعة، بفضل الدعم والمتابعة المستمرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتوجيه بسرعة الانتهاء من إنشاء المدينة على أعلى مستوى تكنولوجي، وهو ما تم بالفعل؛ حيث تم تدشينها على أحدث النظم التكنولوجية؛ بهدف بناء مجتمع معلوماتي يتم عبره دعم البحوث والابتكار في التقنيات المتقدمة، وجذب استثمارات الشركات التكنولوجية العالمية.
كما أكد رئيس الوزراء، أنه اكتسب طاقة إيجابية بعد لقاء النماذج المشرفة من الشباب الذين تلقوا تدريبًا على أعلى مستوى، عبر المبادرات الرقمية المختلفة، مشددًا على أن الدولة تعمل عبر المشروعات التكنولوجية القومية المتعددة، على نشر ثقافة الإبداع واكتشاف ودعم المبتكرين من الطلاب والباحثين ورواد الأعمال، ليصبحوا عناصر فاعلة تسهم في تحقيق التحول الرقمي بمختلف قطاعات الدولة، داعيًا النشء والشباب من مختلف الأعمار لتتلقي علوم المستقبل.