”منارة المعادن” السعودية في محادثات لشراء حصة في أصول فيرست كوانتوم بزامبيا
عبد الرحمن طه أسواق للمعلوماتقال ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز، إن شركة منارة المعادن السعودية، تقترب من إبرام صفقة لشراء حصة أقلية في أصول النحاس والنيكل في زامبيا، التابعة لشركة التعدين الكندية فيرست كوانتوم للمعادن.
وذكرت المصادر، أن الشركة السعودية، تجري محادثات متقدمة لشراء حصة تتراوح بين 15% و20% في الأصول الزامبية، فيما كشف أحد المصادر، عن أن الحصة قد تتراوح قيمتها بين 1.5 مليار وملياري دولار.
وشركة منارة المعادن، هي مشروع مشترك بين شركة التعدين السعودية معادن، وصندوق الاستثمارات العامة، الذي يدير أصولًا تبلغ قيمتها 925 مليار دولار.
ولفتت المصادر، إلى أن بيع فيرست كوانتوم لحصة في الأصول الزامبية قد يُختتم بحلول نهاية العام، موضحة أنه لا يوجد ما يؤكد التوصل لصفقة لأن المفاوضات جارية.
وخرجت الصفقة المحتملة لدائرة الضوء، في الوقت الذي يعد فيه النحاس عنصرًا مطلوبًا بشدة للتحول إلى الطاقة النظيفة؛ بسبب استخداماته في تصنيع السيارات الكهربائية ومراكز البيانات التي تعمل على تشغيل الذكاء الاصطناعي.
وقالت شركة فيرست كوانتوم في وقت سابق من هذا العام، إنها تجري محادثات مع مستثمرين محتملين لبيع جزء من حصتها في مناجم زامبيا، بينما تدرس أيضًا بيع منجمها الإسباني لاس كروسيس؛ لجمع رأس المال وخفض الديون بعد أن أمرت حكومة بنما بإغلاق منجمها الرائد "كوبر بنما".
وبرزت منارة كمشتر محتمل، إذ تتناسب استراتيجية الشركة السعودية للاستحواذ على حصة أقلية، مع هدف فيرست كوانتوم للاحتفاظ بحصة الأغلبية في المناجم، وفقًا للمصادر، التي لم ترغب في ذكر اسمها لأنها غير مخولة بالتحدث مع الإعلام.
وتمتلك فيرست كوانتوم منجمي كانسانشي وسنتينيل للنحاس في زامبيا، التي باتت ذات أهمية بالغة للإنتاج المستقبلي، بعد إغلاق "كوبر بنما"، وتمتلك فيرست كوانتوم أيضًا منجم إنتربرايز للنيكل في البلاد.
وقال محللون في سيتي جروب، في مذكرة بعد تقرير رويترز: "الأمر ليس مفاجئًا، أعلنت فيرست كوانتوم استكشاف عملية بيع تهدف لتعزيز ميزانيتها العمومية، والسعوديون نشطون في الاستحواذ على حصص في قطاع التعدين".
وساهمت المناجم الزامبية، بمبلغ 1.08 مليار دولار في إيرادات فيرست كوانتوم في الربع الثاني من هذا العام، حيث تمتلك شركة (زد.سي.سي.إم-آي.إتش) الحكومية في زامبيا 20% من كانسانشي.
وتخطط فيرست كوانتوم، لضخ 1.3 مليار دولار إضافية في كانسانشي، على مدى السنوات الخمس المقبلة في إطار خطة إنفاق ملياري دولار، لزيادة إنتاج النحاس إلى ما يقرب من 277 ألف طن سنويًا بحلول 2033، من نحو 130 ألفا في 2023.
وفقدت شركة التعدين الكندية 40% من إيراداتها؛ بسبب إغلاق منجم (كوبر بنما) في نوفمبر الماضي، الذي كان من بين أحدث وأكبر مناجم النحاس في العالم.
واضطُرت الشركة في وقت سابق من العام الجاري، إلى اتخاذ سلسلة من التدابير المتعلقة بإعادة هيكلة رأس المال لتعزيز ميزانيتها العمومية، بما في ذلك طرح أسهم بمليار دولار.
وضخت شركة المنارة استثمارات كبيرة في قطاع المعادن، بما في ذلك النحاس والنيكل والليثيوم في إطار المساعي الحثيثة من جانب السعودية؛ لضمان الحصول على المعادن والتحول إلى مركز لتصنيع البطاريات والمركبات الكهربائية.
وتجري الشركة أيضًا، محادثات مع الحكومة الباكستانية لتكون جزءًا من منجم النحاس (ريكو ديق) الذي يجري تطويره حاليًا، وتملكه شركة باريك جولد ومؤسسات حكومية باكستانية وحكومة إقليم بلوشستان.
ويتوقع بنك أوف أمريكا، أن يستمر النحاس فوق مستوى 10 آلاف دولار للطن، بحلول نهاية عام 2025، في ظل فجوة العرض المتزايدة.