”النقل” تستعرض المشروعات المنفذة بميناء الإسكندرية وحصاد عام من عمل محطة ”تحيا مصر”| صور

أعلن المهندس كامل الوزير وزير النقل، أن محطة تحيا مصر بميناء الإسكندرية التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيو الماضي، تعاقدت مع 6 خطوط ملاحية عالمية، واستقبلت ما يزيد عن 330 سفينة، وتداول نحو 410 آلاف حاوية مكافئة.

وقال وزير النقل، في بيان له، إن المحطة استقبلت السفن ذات الأحجام كبيرة لأول مرة بميناء الإسكندرية، نظرًا لمواصفات وأعماق المحطة، وفي 30 مايو 2024 استقبلت السفينة (APOLLON) التابعة للخط الملاحي CMA، وهي أكبر سفينة حاويات دخلت ميناء الإسكندرية حتى الآن، حيث يبلغ طولها 366 مترًا، وعرضها 51 مترًا، وغاطس يصل إلى 14 مترًا، وحمولتها الكلية 156 ألف طن، بما يعادل أكثر من 15 ألف حاوية مكافئة.

وذكر: "بدأت المحطة في استقبال أكثر من سفينة للبضائع العامة في نفس ذات الوقت على رصيفها الجنوبي"، موضحًا أنه كان من نتيجة معدلات ومؤشرات أداء المحطة في عامها الأول، بدء دخول ميناء الإسكندرية كأحد محطات الترانزيت في المستقبل.

ولفت وزير النقل، أن نسبة الترانزيت من إجمالي التداول بلغ نحو 39%، ومن المستهدف جعل المحطة مركزًا رئيسيًا لتجارة الترانزيت في الشرق الأوسط، وحصلت محطة تحيا مصر على المركز الرابع من حيث الإنتاجية، والمركز الثاني من حيث السلامة في منظومة المحطات التي تشرف على أدارتها شركة CMA CGM على مستوي أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، والتي تصل إلى 50 محطة على مستوى العالم.

وأكد وزير النقل، أن هذا الإنجاز يعد بمثابة شهادة على مواكبة المعايير العالمية والتحسين المستمر في الأداء، حيث التزمت المحطة بكافة الضوابط والالتزامات العالمية للأمن البحري، وكود البضائع الخطرة، وتم التأمين على المحطة بالكامل من خلال 3 شركات كلها مصرية؛ نظرًا لحجم الاستثمار الضخم، بجانب النجاح مؤخرًا بالتعاون مع مصلحة الجمارك، في استصدار نظام جمركي للمخازن بالمحطة؛ لمساعدة الشركات العالمية بأن تكون المحطة مركزًا رئيسيًا لتداول وتوزيع بضائعها، وهو ما سيجلب نوعية جديدة من البضائع إلى سوق النقل المصري.

ولفت وزير النقل، إلى تصميم المحطة بأحدث نظام تكنولوجي ذكي بداية من بوابات الدخول والخروج من المحطة؛ لمواكبة التطور التكنولوجي في المواني البحرية العالمية، حيث تعمل تلك البوابات بنظام OCR -نظام كاميرات التعرف على الأحرف- لتسجيل الدخول والخروج لكافة الشاحنات، والبضائع، المتوجهة من وإلى المحطة.

وقال الوزير، إن هذا أدى إلى تطبيق نظام التسجيل المسبق للشاحنات والذي يعتبر أحد أهم المميزات التي تفردت بها المحطة، عن طريق التسجيل المسبق للشاحنة، قبل وصولها المحطة، مما يسمح للسائقين التواصل بينه وبين نظام الإدارة بالمحطة لتحديد موعد وصولها، ومكان تفريغ الشاحنة، وموعد المغادرة.

وأضاف: "تمكنت الشركة من ضغط وقت الشاحنة داخل المحطة حتى لا يتعدى 20 دقيقة، وهذا رقم قياسي لم تصل إليه أي محطة من قبل في مصر، وهذا سيؤدي بدوره إلى زيادة أحجام التداول، وبالتالي إيرادات المحطة، والتغلب على أكبر التحديات التي تواجهها المواني وهي التكدس"، فضلًا عن أحدث أساليب تأمين البيانات التشغيلية".

وقال وزير النقل، إنه لتعظيم الاستفادة القصوى من هذا المشروع الاقتصادي العملاق، وفي إطار استراتيجية الوزارة بإنشاء محاور لوجستية تنموية متكاملة؛ لربط المواني البحرية بالمواني الجافة والبرية عبر شبكة السكك الحديدية، بدأت شركة المجموعة المصرية بالتعاون مع الهيئة العامة لميناء الإسكندرية بتطوير البنية الفوقية لاستخدام وإدارة وتشغيل محطة شحن الحاويات بالقطارات على مساحة 20 ألف متر مربع، بعدد 4 خطوط سكة حديد، بإجمالي أطوال 1310 متر تم ربطها بالسكك الحديد، مما يمكن المحطة من شحن قطار طوله 600 متر بمتوسط 50 حاوية مكافئة للرحلة الواحدة.

وذكر وزير النقل، أن هذا بهدف ربط المحطة بالمواني الجافة بــ 6 أكتوبر والعين السخنة، لتكون بوابة لحركة التجارة للخطوط الملاحية لمصر والشرق الأوسط، لافتًا إلى أنه من الناحية التشغيلية جاري التعاون مع تحالف شركة الغرابلي وشركة ثري إيه انترناشونال (G3A)، حيث يوفر التحالف أكثر من 3 قطارات أسبوعيًا في الفترة الأولى من التشغيل إلى أن تصل لـ 3 إلى 5 قطارات/ يوميًا، بسعة 250 حاوية مكافئة إلى جميع الموانئ البحرية والجافة.

وأوضح: "من المتوقع بدء تشغيل محطة شحن الحاويات بالقطارات على أرصفة (33-34) بميناء الإسكندرية قبل نهاية هذا العام".

يشار إلى أنه تم تجهيز المحطة على مساحة 570 ألف متر مربع، وأعماق تتراوح من 14 إلى 17.5 متر، أما أطوال الأرصفة تصل حوالي 2.5 كم، تجعلها قادرة على استقبال من 6 إلى 7 سفن في نفس الوقت، وتداول 3 أنواع من البضائع: حاويات، بضائع عامة، وسيارات.

وتبلغ السعة الإجمالية السنوية 1.5 مليون حاوية مكافئة، و2 مليون طن بضائع عامة، و100 ألف سيارة، وتحقق طاقة التداول من 12 إلى 15 مليون طن سنويًا، أما عن المعدات الثقيلة فتصل إلى نحو 140 معدة.

ويتم تشغيل المرحلة الأولى للمحطة بـ(4) ونش رصيف عملاق (STS)؛ للتعامل مع سفن الجيل الرابع، مما يجعل محطة تحيا مصر متمكنة من استقبال سفن حاويات عملاقة، تصل حمولتها إلى 20 ألف حاوية، كما تم تزويد المحطة بـ 12ونش من أوناش الساحة (ERTG) ذات المواصفات الفنية العالمية، والتي تعمل جميعها بأقل استهلاك للطاقة الكهربائية، لأول مرة في مصر، ويأتي هذا حفاظًا على جعل المحطة صديقة للبيئة.

ومن المخطط أن تعمل المحطة بكامل طاقتها التشغيلية بـ 10 أوناش رصيف، و30 ونش ساحة في المراحل المستقبلية، وقد اتخذت الشركة مؤخرًا قرارًا بالبدء في المرحلة الثانية، وجاري التعاقد مع معدات المرحلة الثانية لتوريدها لتكون جاهزة للعمل مطلع عام 2026.

واختارت شركة المجموعة المصرية، أحد الشركاء العالميين المتخصصين القادرين على الدخول للأسواق العالمية في مجال إدارة وتشغيل المحطات متعددة الأغراض وهي شركة CMA-CGM الفرنسية، ثالث خط ملاحي عالميًا لنقل الحاويات، حيث تستخدم 200 مسار شحن بين 420 ميناء في 150 دولة مختلفة.

ويعد التعاون مع الشركة الفرنسية، إضافة كبيرة لإدارة وتشغيل محطة تحيا مصر، ويفتح المجال لتطبيق المعايير الدولية في تشغيل المواني بهدف الوصول إلى معدلات قياسية في الشحن والتفريغ، كما تصل نسبة المهندسين والعمالة المصرية بالمحطة إلى 99%؛ مما ساهم في توفير ف 1000 فرصة عمل مباشرة وأكثر من 5000 فرصة عمل غير مباشرة، نتيجة تعاقد المحطة مع نحو 20 شركة لتقديم خدمات الأمن والنظافة والزراعة وغيرها.