ما الذي يؤثر على سعر الذهب؟
أسواق للمعلوماتيتمتع الذهب على مر العصور بقيمة اقتصادية كبرى؛ فهو الملاذ الآمن في أوقات الأزمات والكوارث، وإليه يلجأ المستثمرون للحفاظ على أموالهم من مخاطر التضخم. وبين تقلبات سعر الذهب صعودًا وهبوطًا، توجد الكثير من العوامل التي تؤثر على سعره، سنناقشها معًا في السطور التالية لنعرف متى يرتفع سعر الذهب ومتى ينخفض سعره.
العوامل التي تؤثر على سعر الذهب
يرتبط سعر الذهب بالكثير من العوامل التي تؤثر عليه بشكل مباشر، ويمكن إجمالها فيما يلي:
- السياسة النقدية الأمريكية / حديث محافظ الفيدرالي الأمريكي.
- البيانات الاقتصادية.
- العرض والطلب.
- التضخم.
- تحركات العملات.
- صناديق الاستثمار المتداولة.
- حالات عدم اليقين.
السياسة النقدية / حديث محافظ الفيدرالي الأمريكي
من أبرز العوامل التي يمكن أن تؤثر على سعر الذهب هي بيانات السياسة النقدية أو حديث محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتي عادة ما تشير إلى نية البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التحرك نحو اتخاذ إجراءات يمكن أن تؤثر على سعر الذهب، مثل رفع أسعار الفائدة أو خفضها.
لأسعار الفائدة تأثير كبير على سعر الذهب بسبب ما يُعرف باسم "تكلفة الفرصة البديلة"، والتي تعني التخلي عن استثمار ذي مكسب مضمون من أجل الحصول على مكسب أكبر مع استثمار آخر.
لنفترض أن أسعار الفائدة منخفضة إلى أدنى مستوياتها في بلد ما، وبالتالي قد تكون عوائد السندات أقل من معدل التضخم في هذا البلد، يمكن أن تكون هناك مكاسب اسمية لكنها في الواقع خسائر حقيقة بسبب معدلات التضخم المرتفعة.
في مثل هذه الحالات سيكون من الجيد للمستثمر التخلي عن عوائد السندات، والذهاب إلى الاستثمار في الذهب على الرغم من أنه سيحصل على عائد 0%، لكنه بذلك يكون قد حافظ على قيمة أمواله، وتجنب فقدان قيمتها بسبب مخاطر التضخم.
البيانات الاقتصادية الأمريكية
العامل الثاني الذي يؤثر في سعر الذهب هو البيانات الاقتصادية الأمريكية، والتي تؤثر بشكل مباشر على قرارات السياسة النقدية، مثل تقارير الوظائف، وبيانات الأجور، ومعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي.
فإذا كانت قراءة هذه البيانات جيدة، من انخفاض معدلات البطالة ونمو الوظائف ونمو الناتج المحلي الإجمالي، فإن ذلك قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة، وهو ما يدفع أسعار الذهب للهبوط، وبالتالي التأثير على ديناميكية "تكلفة الفرصة البديلة" التي ذكرناها سابقًا.
وفي المقابل، يمكن أن يلجأ الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة، في حال كانت بيانات الوظائف تسجل تراجعًا مع بيانات البطالة المرتفعة، ومعدلات نمو دون المستوى، الأمر الذي يؤثر على سعر الذهب بالإيجاب.
العرض والطلب
يمكن أن تؤثر آليات العرض والطلب على أسعار الذهب، كما هو الحال مع أي سلعة، حيث إن زيادة الطلب على هذه السلعة مع نقص المعروض منها سيتسبب بطبيعة الحال في زيادة سعرها، وفي المقابل عند زيادة المعروض من هذه السلعة ونقص الطلب عليها فإن سعرها سينخفض.
ووفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، فإن الطلب ارتفع على الذهب بنسبة 15% خلال عام 2016 ليصل إلى 2,335 طنًّا، وارتفع أيضًا الطلب على الاستثمار في الذهب بنسبة 16% وهو أعلى مستوى له منذ عام 2009. وفي المقابل لا نرى سوى 1% زيادة في المعروض من الذهب خلال عام 2016، وهو الذي كان أحد الأسباب في ارتفاع سعر الذهب إلى أعلى مستوى له منذ 30 عامًا في ذلك الوقت.
التضخم
العامل الرابع الذي يمكن أن يؤثر على أسعار الذهب هو التضخم، والذي يعني ارتفاعًا في أسعار السلع والخدمات دون أية زيادة في قيمتها الحقيقية. يؤدي ارتفاع معدلات التضخم إلى ارتفاع أسعار الذهب. والعكس صحيح، فانخفاض معدلات التضخم يؤدي إلى انخفاض سعر الذهب.
يعكس التضخم اقتصاد الدولة، فعندما ينمو الاقتصاد ويتوسع فمن الشائع أن يزيد البنك المركزي المعروض النقدي، وهو ما يخفض قيمة العملة، الأمر الذي يجعل الأصول مثل الذهب مخزنًا للقيمة، وهو ما يدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع.
تحركات العملات
نقصد هنا على وجه التحديد الدولار الأمريكي؛ لأن سعر الذهب مقوم بالدولار، وهو مؤثر قوي عليه.
توجد علاقة عكسية بين الدولار الأمريكي والذهب، فعندما يرتفع سعر الذهب ينخفض الدولار الأمريكي. والعكس صحيح، فعندما يرتفع الدولار ينخفض الذهب.
صناديق الاستثمار المتداولة
ربما يكون هذا العامل هو الأقل تأثيرًا على سعر الذهب بين جميع العوامل التي ذكرناها.
يمكن تعريف صناديق الاستثمار المتداولة بأنها عبارة عن سلة من الأصول يمكن للمستثمرين شراؤها؛ بهدف ضمان توزيع المخاطر على عدد كبير من الأصول بأقل تكلفة.
تعمل صناديق التداول على بيع وشراء سبائك الذهب، ومع ارتفاع أو انخفاض الطلب من قبل المتداولين، يمكن أن نلاحظ أن السعر يتأثر بنشاط الشراء والبيع لصناديق الاستثمار المتداولة.
حالات عدم اليقين
نأتي الآن إلى العامل الأخير وهو حالات عدم اليقين التي قد يكون لها تأثير واضح وكبير على أسعار الذهب. وهنا لا نقصد شيئًا محددًا، فيمكن أن تكون هناك حالة من عدم الاستقرار السياسي، أو الأمني، أو حالة عدم استقرار صحي مثل جائحة فيروس كورونا المستجد.
تؤثر هذه الحالات على أسعار الأسهم بالسلب، وتدفع المستثمرين للهروب إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب. فمثلًا، شهدت أسعار الذهب موجة صعود في بداية فترة تولي الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الحكم، حيث كانت هناك تخوفات من السياسات العدائية التي قد يتبعها ترامب، وبناء عليه هرب المستثمرون من أسواق الأسهم إلى الذهب، لكن الأمر قد تغير بعد أن أصبحت سياسات ترامب أكثر وضوحًا.