22 نوفمبر 2024 15:31 20 جمادى أول 1446

رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر

أسواق للمعلومات
  • شركات صلاح أبودنقل
اقتصاد

وزيرة التعاون الدولي تعقد جلسة مباحثات ثنائية مع مسئولي بنك HSBC

وزيرة التعاون الدولي
وزيرة التعاون الدولي

قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إن الاهتمام العالمي بالعمل المناخي شهد دفعة قوية عقب جائحة كورونا، حيث بات العالم يسعى للتغلب على تداعيات الجائحة، إلى جانب تحقيق التعافي الأخضر والمستدام، لذا زاد الزخم حول أهمية تدعيم العمل المناخي وزيادة تمويل المشروعات الخضراء الصديقة للبيئة؛ نظرًا لتأثير التغيرات المناخية على كافة مناحي الحياة.

وجاء ذلك خلال مشاركتها كمتحدث رئيسي في حفل إطلاق بنك «HSBC مصر» سلسلة ندواته حول العمل المناخي، في ضوء استعداد مصر لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27.

وتركز سلسلة الندوات على تعزيز الاستثمار المستدام، وكيفية دمج مبادئ الاستدامة في استراتيجيات الشركات، ومشاركة التجارب الناجحة لشركات القطاع الخاص.

وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أنه مع الحديث حول العمل المناخي، يبرز بشكل قوي التمويل كأحد التحديات الرئيسية التي تحول دون المضي قدمًا في خطط العمل المناخي، وتشتد الحاجة إلى أدوات التمويل المبتكر؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتوسع في مشروعات التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية.

اقرأ أيضاً

واستعرضت الوزيرة، خريطة تمويل المناخ لعام 2019-2020، وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة مبادرة سياسات المناخ، والذي أظهر أنه تم توفير تمويل للعمل المناخي خلال هذه الفترة بقيمة 632 مليار دولار، 51% من التمويلات من القطاع الحكومي بقيمة 321 مليار دولار.

وأتاحت مؤسسات التمويل الدولية وشركاء التنمية 70% من هذه التمويلات، بينما 49% من التمويل من قبل القطاع الخاص بقيمة 310 مليار دولار.

ووفقًا للتقرير فإن 98% من التمويلات لمشروعات التكيف مع التغيرات المناخية تم توفيرها من قبل القطاع الحكومي، بينما 54% من تمويلات التخفيف من تداعيات التغيرات المناخية أتاحها القطاع الخاص.

ولفتت المشاط، إلى أنه وفقًا لتقرير مبادرة سياسات المناخ، فإن 90% من التمويلات المناخية للفترة 2019-2020، تم توجيهها لمشروعات التخفيف من التغيرات المناخية لاسيما الطاقة والنقل، بينما 7% فقط تم توفيرها لمشروعات التكيف لاسيما المياه والبنية التحتية والصناعة.

وقد حصلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نحو 16 مليار دولار فقط من هذه التمويلات، وكان التمويل المتاح للقارة السمراء لا يقابل طموحها المناخي، وتعد من أقل المناطق حصولًا على تمويلات بنسبة 5.5% من الإجمالي، وهو ما يشير إلى التوزيع غير العادل للتمويل المناخي، مقابل حصول شرق آسيا والمحيط الهادئ على نحو 50% من التمويلات.

وتطرقت الوزيرة، إلى التزام مصر بالتحول إلى الاقتصاد الأخضر، والخطوات المتتالية التي يتم اتخاذها في هذا الشأن، ومن أبرزها إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وبدء إعداد قائمة من المشروعات في مجالي التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية للترويج لها وسط شركاء التنمية والمستثمرين على مستوى العالم، بما يعزز صمود ومرونة الاقتصاد المصري، ويدعم توجهه نحو تقليل الانبعاثات والتحول الأخضر، وذلك بالتوازي مع استعدادات استضافة مؤتمر المناخ COP27 الذي يمثل فرصة قوية لعرض طموح مصر وقارة أفريقيا وحشد الدعم الدولي لتنفيذ هذه الخطط.

وذكرت أن الاستراتيجية تستهدف تحقيق 5 أهداف رئيسية، أولها تحقيق نمو اقتصادي مستدام وخفض الانبعاثات في مختلف القطاعات، وبناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ، وتحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ.

وأكدت أهمية تحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، وتعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة ورفع الوعي لمكافحة تغير المناخ، لافتة إلى أن مصر تعمل في الوقت الحالي على الانتهاء من خطة المساهمات الوطنية للتغيرات المناخية.

وتناولت وزيرة التعاون الدولي، الإصلاحات الهيكلية والتشريعية التي تنفذها مصر على مستوى مجالات التحول الأخضر الرئيسية مثل الطاقة المتجددة والنقل والمياه والزراعة والبنية التحتية المستدامة.

وأضافت أن مصر نفذت إصلاحات طموحة في قطاع الطاقة مكنتها من التحول لمركز إقليمي للطاقة والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة بالاشتراك مع القطاع الخاص وشركاء التنمية والمستثمرين الأجانب، ومؤخرًا بدء العمل على استراتيجية للتوسع في توليد الهيدروجين الأخضر.

كما تطرقت إلى جهود تعزيز الأمن الغذائي، والتوسع في الرقعة الزراعية لا سيما المحاصل الاستراتيجية، فضلًا عن تطبيق استراتيجية منذ عام 2014؛ للتوسع في مشروعات الصوامع المتطورة تكنولوجيا لتخزين القمح والتي ساهم فيها العديد من شركاء التنمية، وهو ما ساهم في تعزيز مرونة مصر للتعامل مع الأزمة العالمية الحالية من خلال توفير مخزون آمن من القمح وتوفير نصف الاحتياجات من التوريد المحلي.

وسردت التطور في المشروعات المنفذة في إطار الإدارة المستدامة لمشروعات المياه مثل محطة بحر البقر لمعالجة المياه وتوفيرها لاستصلاح الأراضي الزراعية في شبه جزيرة سيناء، وكذلك محطة المحسمة وغيرها من المشروعات التي توفر الطاقة وتحافظ على الموارد المائية.

وأضافت أن مصر تمتلك العديد من قصص النجاح في مشروعات التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية، وتضم المحفظة الجارية لوزارة التعاون لدولي نحو 85 مشروعًا بقيمة 11.9 مليار دولار، في إطار تنفيذ الهدف الثالث عشر من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالعمل المناخي، حيث يتم تنفيذ مشروعات في مجالات التكيف «كفاءة الطاقة والزراعة وتحلية المياه ومعالجة المياه»، وكذلك في مجالات التخفيف «الطاقة المتجددة والمدن المستدامة ووسائل النقل المستدامة».

وأشارت في ختام حديثها إلى الإجراءات والجهود التي تجريعا بها وزارة التعاون الدولي، للتنسيق مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين بشأن الدفع بآليات التمويل المبتكر وأدوات تقليل المخاطر، بما يحفز التمويلات المناخية للدول النامية والاقتصاديات الناشئة لا سيما قارة أفريقيا، في ظل الحاجة الملحة للتمويل لاسيما لمشروعات التكيف مع التغيرات المناخية.

وتابعت أن القطاع الخاص دائمًا ما يتوجه للدول التي تتمتع بتصنيفات ائتمانية مرتفعة لتمويل مشروعات التكيف، ومن أجل التوزيع العادل للتمويل وإتاحة الفرص للدول النامية والاقتصاديات الناشئة والدول ذات التصنيف المنخفض للحصول على التمويل فلابد من أدوات تمويل مبتكرة، والتمويل المختلط الذي يعزز الجهد المشترك بين القطاع الخاص والحكومات وشركاء التنمية والأذراع التنموية للقطاع الخاص والمجتمع المدني بشأن تنفيذ جهود موحدة للعمل المناخي.

وأشارت إلى أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به القطاع المالي لترسيخ المبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة ويحفز القطاع الخاص على المساهمة بفعالية في تمويل المناخ.

وفي سياق متصل عقدت وزيرة التعاون الدولي على هامش فعاليات الندوة جلسة مباحثات ثنائية مع ستيفن موس، الرئيس التنفيذي الإقليمي لبنك HSBC في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، وتود ويلكوكس، الرئيس التنفيذي لبنك HSBC مصر، تم خلالها التطرق إلى أهمية مشاركة القطاع الخاص وبنوك التنمية متعددة الأطراف في توفير التمويل للعمل المناخي، لاسيما مشروعات التكيف.

وأكدت المشاط خلال اللقاء أن مصر لديها قصص منفذة بالفعل في مجالي التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية، وتعد مثالًا على التحول من التعهدات المناخية إلى التنفيذ؛ لترويجها في دول قارة أفريقيا باعتبارها نموذجًا يحتذى به.

وفي تعليقه قال الرئيس التنفيذي الإقليمي للبنك: «تعتبر قيادة الانتقال والتحول للحياد الكربوني أحد أعمدة طموحاتنا واستراتيجيتنا على مستوى العالم، لذلك نحن نقوم بتحفيز وتفعيل التمويلات والاستثمارات لدعم استراتيجيات التحول لعملائنا، وتسريع الابتكار للمساعدة في توسيع نطاق حلول تغير المناخ، وبناء شراكات عالمية لضمان توجيه الاستثمار بسرعة نحو المشروعات المستدامة».

ومن جهته ذكر الرئيس التنفيذي للبنك في مصر: «نحن ملتزمون بالعمل مع عملائنا في مصر، وندرك أنهم بمراحل مختلفة من رحلة الانتقال إلى للحياد الكربوني، ولذلك نحن حريصون على دعمهم لتوضيح التحدي وفهم الحلول، ثم العمل معهم كشركاء لإحداث التغيير».

أسواق للمعلومات مصر 2030
وزيرة التعاون الدولي بنك HSBC المشروعات المستدامة الطاقة المتجددة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ
أسواق للمعلومات أسواق للمعلومات
أسواق للمعلومات أسواق للمعلومات