محافظ مصرف قطر المركزي: النشاط الاقتصادي في قطر اليوم أقوى بكثير مما كان عليه في 2020
ق ن ا أسواق للمعلوماتتحت رعاية معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، انطلقت اليوم فعاليات النسخة التاسعة من مؤتمر "يوروموني قطر".
وفي كلمته خلال الافتتاح أكد الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، أن النشـاط الاقتصـادي في دولة قطر اليوم أقوى بكثير ممـا كـان عليه في عـام 2020، حيث تتبوأ مكـانـة متميزة بوصفها إحـدى الـدول الرائـدة في العـالم في إنتـاج وتصدير الطـاقـة النظيفة المتمثـلة بالغـاز الطبيعي المسال.
وقال محافظ مصرف قطر المركزي إن اقتصاد الدولة أثبت قوة ومرونة على الرغم من التحديات الاقتصادية التي فرضھا تفشي وباء كورونا "كوفيد 19"، نتيجة توجيھات القيادة الرشيدة، وخطة الدعم الاقتصادي والمالي التي تم تنفيذھا لمسـاعدة القطاعات المتضررة من إجراءات الحد من تفشـي الوباء.
وأضاف أن الدولة نجحت في حمايـة المجتمع من الآثـار الكارثية للوباء من خلال اتباع نھج متوازن واتخاذ تدابير وسياسات في مجال الصحة العامة مما سمح بعودة الحياة الطبيعية بشكل سلس وآمن.
مؤتمر اليوروموني يضع أمام الجميع اليوم تحديات كبيرة تتمثل في التخطيط السـليم للمستقبل
وأكد محافظ المركزي :" إن مؤتمر اليوروموني يضع أمام الجميع اليوم تحديات كبيرة تتمثل في التخطيط السـليم للمستقبل، حيث شھد العامان الماضيان أحداثا تشير إلى مدى صعوبة التنبؤ بالمستقبل، وإلى أھمية جاھزية واستباقية البنوك المركزية لمواجھة تلك التحديات".
قطر تستعد لاسـتضـافة بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA لعام 2022
وشدد على أن وجود الاقتصاد المرن يوفر ركيزة قوية تساعد على التخطيط للمســتقبل، فتتضح ھذه المرونة من خلال البيانات المرتبطة بالميزانية الحكومية والحساب الجاري، والاحتياطات الرسمية للدولة، وقوة القطاع المالي، بجانب التنويع الاقتصادي،لافتا إلى أن الآفاق لا تزال مشـرقة، حيث إن النـشاط الاقتصادي آخذ في الانتعاش مدفوعا بعوامل عدة منھا انتعاش الطلب المحلي ونمو ائتمان القطاع الخاص والاسـتعدادات لاسـتضـافة بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 2022.
وأضاف أنه ومع ارتفاع أســعار النفط والغاز العالمية تتوقع المؤسـسات الدولية نموا أعلى للناتج المحلي الإجمالي في عام 2022 في حدود 3.5، ومن ناحية أخرى، تظھر مستويات التضخم معتدلة نسـبيا وفقا للمعدلات العالمية التي نشـھدھا، مع الإشـارة إلى أن التوترات الجيوسياسية الحالية في أوروبا لم تؤثر بشـكل كبير على مستويات التضخم حيث إنھا ظلت معتدلة.
وقال سعادته :"إنه على الرغم من انخفاض المخاطر المرتبطة بالوباء، يتوجب علينا التشـديد على ضـرورة مراقبة مخاطر اضـطرابات سـلاسـل التوريد عن كثب.
وأكد سعادة الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي خلال كلمته في افتتاح فعاليات النسخة التاسعة من مؤتمر يوروموني قطر أنه على الرغم من صـعوبة التحديات التي شھدھا القطاع المالي العالمي خلال الفترات الأخيرة، لا تزال البنوك القطرية تتمتع بقـدر جيـد من الرسـملـة وارتفـاع السيولة والحفـاظ على جودة الأصـول، كما ظلت ربحية البنوك مسـتقرة في حين لا تزال نسـبة القروض المتعثرة تعتبر ضـمن الأدنى في المنطقة.
وأضاف: "علاوة على ذلك، تمكنت البنوك من دعم عملائها والمقترضين أثناء الجـائحـة، وھو مـا يؤكـد على قوة وفـاعليـة الأنظمـة المصـرفيـة مـدعومـة بـالإطـار التنظيمي والإشــرافي، حيث إننا وضــعنا نصــب أعيننا لدى اتخاذ الإجراءات المختلفة أھمية ضــمان الاسـتقرار المالي والاقتصـادي".
وقال محافظ المركزي إنه وفقا لنتائج البيانات الإيجابية التي حققھا الاقتصـاد والقطاع المصـرفي، بصـفة خاصـة، لدى تقييم المرحلة الأخيرة، فقد تم اتخاذ قرار بدء مرحلة الخروج التدريجي من إجراءات دعم القطاع المصـرفي، حيث تم وضـع خطة لإنھاء التسھيلات التي قدمھا المصرف المركزي للبنوك مع نھاية العام الجاري، بالتزامن مع التقييم المرحلي لوضـع البنوك ، كما تم رفع معدلات أسـعار الفائدة تماشـيا مع سـياسـة الحفاظ على سـعر الصـرف، مع اسـتمرار التأكيد على متابعة كـل مـا يخص التطورات العالمية من أجـل حمـايـة قوة قطـاعنـا المصـرفي وسـلامته.
وأوضح المحافظ أنه ومع توقع اسـتمرار أسـعار النفط عند متوسـط معدلاته الحالية، سيعمل ذلك على دعم الانتعاش المستمر في النمو الاقتصـادي للدولة على المدى المتوسـط، مما يسـمح لنا بامتصـاص دورة التشديد المالي التي بدأتھا بالفعل معظم البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم.
وقال إن مصـرف قطر المركزي يعمل من خلال مبـادرة تطوير البيئـة الرقابيـة التنظيمية على تعزيز المجتمع الرقمي والبيئة المالية المتطورة والتي نسـعى من خلالھا لجعل قطر دولة رائدة إقليميـا في مجـال الخـدمـات المصـرفيـة الرقميـة.
وفي هذا السياق ذكر محافظ مصرف قطر المركزي بالمبادرات التي نفذها المصرف للتسـريع في ذلك، حيث قام بصـياغة ونشـر العديد من اللوائح المتعلقة بالتكنولوجيا المالية، بما في ذلك إرشـادات التأمين الإلكتروني، ولوائح خدمات الدفع، ومبادئ ضـوابط "اعرف عميلـك" الإلكترونيـة.
وقال إنه لتلبيـة احتيـاجـات الـدفع المتزايـدة للمقيمين والزوار، تم زيـادة عـدد شـركـات توفير خـدمـات التكنولوجيـا المـاليـة في البيئـة الافتراضـيـة التجريبيـة قبل الترخيص لھا، بما يضـمن أن تكون ھذه الشـركات خيارات دفع أكثر كفاءة وأمان وفاعلية.
وأكد أنه - وكجزء من التحديث الحالي لبرنامج نظام الدفع - سـيتم تنفيذ منصـة مدفوعات متكاملة تماما، بما في ذلك نظام بنية تحتية مركزي لشبكة مدفوعات فورية على مستوى الدولة، كما يقوم مصرف قطر المركزي بـإنشـاء البنيـة التحتيـة اللازمـة لتمكين البنوك من قبول المـدفوعـات من المحـافظ الرقمية، وفي ھذا الصـدد، يعمل المصرف على تصـميم اسـتراتيجية جديدة للتكنولوجيا المالية ويعتزم إطلاقھا "بإذن الله" خلال الربع الأخير من ھذا العام.