للإستفادة من موقعها الإستراتيجى في التصدير..
وزيرة التجارة تدعو الشركات الألمانية للاستثمار في مصر
أحمد هشام أسواق للمعلوماتوجهت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، الدعوة للشركات الألمانية للاستثمار في مصر والتغلب على التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، التي تضمنت توقف سلاسل الإمداد من الصين والدول الآسيوية وتعليق الإنتاج في بعض المصانع الألمانية.
جاء ذلك خلال اللقاء الموسع الذي عقدته الوزيرة، مع الوفد التجاري والاستثماري الألماني برئاسة مارتن هيرنكنشت رئيس مجلس إدارة منظمة أعمال الشرق الآدنى والأوسط الألمانية Numov، والذي يزور مصر حاليًا لعقد سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين المصريين لبحث مستقبل التعاون الاقتصادى المشترك بين البلدين، وتطور الاستثمارات الألمانية بالسوق المصرى وعدد من الملفات ذات الإهتمام المشترك، شارك في اللقاء السفير فرانك هارتمان سفير جمهورية ألمانيا بالقاهرة، والوزير مفوض تجاري ناصر حامد رئيس إدارة أوروبا بالتمثيل التجاري.
وأشارت جامع، إلى أن الشركات الألمانية يمكنها الإستفادة من موقع مصر الإستراتيجى في التصدير منه إلى مختلف الأسواق، من خلال إقامة مشروعات مشتركة ذات قيمة مضافة للجانبين، خاصةً في ظل منظومة الحوافز والمزايا التي يتيحها مناخ الاستثمار في مصر، من حيث تيسير الإجراءات عبر منظومة الشباك الواحد وتسهيل إجراءات إتاحة الأراضي وإصدار التراخيص.
السوق المصري يتمتع بالعديد من المزايا الجاذبة للاستثمار
وأضافت أن السوق المصري يتمتع بالعديد من المزايا الجاذبة للاستثمار التي تتضمن الإستقرار الأمني، وتوافر الإطار التشريعي والبيئة الاستثمارية المستقرة والمستدامة، والبنية الأساسية المتطورة، والعمالة المدربة، فضلًا عن الطلب المحلي الكبير، والقدرة على النفاذ لأسواق إقليمية من خلال إتفاقيات التجارة الحرة المبرمة بين مصر ومختلف الدول والتكتلات الاقتصادية العالمية.
وأكدت وزيرة التجارة والصناعة، أن العلاقات الاقتصادية المصرية الألمانية علاقات وثيقة واستراتيجية تستند إلى تاريخ طويل من التعاون التجاري والصناعي والاستثماري المشترك بين البلدين، مشيرة إلى أن المرحلة الحالية تشهد جهود مكثفة على المستويين الحكومي ومستوى رجال الأعمال، للارتقاء بمعدلات التعاون الثنائي بين البلدين والنهوض بها لأفاق متميزة، تسهم في تنمية وتطوير الاقتصادين المصري والألماني على حدٍ سواء.
وقالت إن القيادة السياسية والحكومة يوليان اهتمامًا كبيرًا بتواجد المزيد من الاستثمارات الألمانية في السوق المصري، للاستفادة من الخبرات الصناعية والتكنولوجيا الألمانية في تطوير الصناعة المصرية، لافتة إلى أن هناك فرصًا استثمارية متميزة أمام دوائر الأعمال الألمانية للاستثمار في السوق المصري، وبصفة خاصة في مجالات الصناعات الهندسية وصناعة السيارات لا سيما السيارات الكهربائية ومجالات الطاقة، خاصة فيما يتعلق بإنتاج الهيدروجين الأخضر، في ضوء خطة مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة حيث تتماشي هذه الإجراءات التوجهات الحالية لألمانيا للتحول نحو الطاقة النظيفة وخفض إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ولفتت جامع إلى أهمية تكثيف الجهود بين الحكومتين المصرية والألمانية، لاستمرار التعاون لتطوير الصناعة المصرية إلى الجيل الرابع من الصناعة، والاستفادة من التحول الرقمي من خلال تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، والتي تتضمن مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة المصرية وشركة سيمنز الألمانية، لتنفيذ عدد من المشروعات أهمها المنصة الرقمية للصناعات المصرية، ومركز الابتكار والتميز، ومشروع إنشاء أول مركز إبداع في الجيل الصناعي الرابع، مشيرةً إلى حرص مصر على استمرار تعاونها مع الحكومة الألمانية في مجالات التعليم الفني وتدريب الشباب وذلك من خلال الإستفادة من التجربة الألمانية الرائدة في هذا المجال، لا سيما في ظل البرنامج الذي أطلقته "رؤية مصر 2030" للتعليم والتدريب الفني والمهني.
ومن جهته، أوضح السفير فرانك هارتمان سفير جمهورية ألمانيا بالقاهرة، أن هذا الوفد من الشركات الألمانية يعد أكبر وفد اقتصادي ألماني يزور دولة أجنبية منذ بداية جائحة كورونا، ما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الشركات الألمانية للسوق المصري، لافتًا إلى أن هناك العديد من الشركات الألمانية الكبيرة العاملة بالسوق المصري في مجالات البنية التحتية والطاقة باستثمارات ضخمة إلى جانب شركات متوسطة، فضلاً عن غيرها من الشركات الصغيرة الراغبة في ضخ استثمارات جديدة بالسوق المصري.
الجانب الألماني يسعى للمساهمة في تنفيذ رؤية مصر 2030
وأضاف هارتمان، أن الجانب الألماني يسعى للمساهمة في تنفيذ رؤية مصر 2030، من خلال تعزيز التعاون المشترك في مجالات الصناعة وبناء القدرات والتكنولوجيا، وذلك من خلال الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، التي تقوم بدور محوري في مصر من خلال تأهيل الشباب وإعداد الكفاءات المتخصصة لسوق العمل سواء المصري أو الخارجي.
ومن ناحيته، أعرب الدكتور مارتن هيرنكنشت رئيس مجلس إدارة منظمة أعمال الشرق الآدنى والأوسط الألمانية Numov، أن ألمانيا الإتحادية ومصر ترتبطان بروابط ثنائية قوية تدعمها علاقات إقتصادية وتجارية وإستثمارية وثقافية وإجتماعية وعلمية متميزة، مشيرًا إلى الدور الهام لمؤسسة الشرق الأوسط والأدنى الألمانية في تعزيز التعاون الاقتصادى مع دول المنطقة بصفة عامة ودولة مصر بصفة خاصة.
وأفاد هيرنكنشت، أن الوفد المرافق له يتضمن مجموعة من كبريات الشركات الألمانية العاملة في مجالات النقل والمستلزمات الطبية وتكنولوجيا المعلومات والرقمنة والطاقة الجديدة والمتجددة والخدمات البترولية، مشيرًا إلى أن هذه الشركات لديها رغبة أكيدة في الاستثمار في السوق المصري سواء من خلال توسعات لمشروعات قائمة أو ضخ استثمارات في مشروعات جديدة تعزز من العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين.
جدير بالذكر، أن هذه الزيارة قام بتنظيمها المكتب التجاري المصري في برلين، في ضوء جهود التمثيل التجاري للترويج للاستثمار بالسوق المصري، حيث من المقرر أن يلتقي الوفد مع عدد من الوزراء والجهات المعنية بالتجارة والاستثمار في مصر.