انقطاع الكهرباء وشلل مروري.. تفاقم أزمة الطاقة في الصين
شيماء شريف أسواق للمعلوماتبدأت الأسر الصينية تشعر بضغوط من الحملات التي تشنها بكين لخفض انبعاثات الكربون بالبيئة، حيث أجبر الصيف الذي يشهد ارتفاع أسعار الطاقة السلطات المحلية، على ترشيد استخدام الكهرباء.
وأدت حالات انقطاع التيار الكهربائي في العديد من مقاطعات شمال الصين إلى توقف حركة المرور وإطفاء أضواء الشوارع في نهاية الأسبوع الماضي، ما تسبب في حدوث اختناقات مرورية داخل العديد من المدن، كما اضطر سكان المباني السكنية الشاهقة إلى صعود السلالم في بعض المدن بسبب تعليق خدمات المصاعد بها.
ودعت إدارة الطاقة في مقاطعة جواندونغ جنوب الصين أمس الأحد، السكان إلى التوقف عن استخدام مكيفات الهواء والاعتماد على الضوء الطبيعي بدلاً من المصابيح الكهربائية، كما أعلن العديد من موردي آبل وتسلا عن إغلاق مصانع لمدة أيام امتثالاً لأوامر السلطات المحلية.
وعانت المقاطعات الجنوبية في الصين - مثل مركز التصنيع في جواندونغ - من نقص في الكهرباء منذ يونيو، عندما أمر المسؤولون المحليون الشركات المصنعة بترشيد الطاقة، مما أجبر المصانع على خفض الإنتاج.
شمال الصين
تعتمد المقاطعات الشمالية في الصين على الوقود الأحفوري للحصول على الطاقة أكثر من نظيراتها الجنوبية، في حين أن الشمال القاحل والمتجمد بشكل كبير يرتكز على محطات الطاقة التي تعمل بالفحم لتوليد الكهرباء، مما جعل من الصعب على سلطات المقاطعات تلبية حصة بكين المنخفضة لانبعاثات الكربون الإقليمية، والتي أدخلتها الحكومة في عام 2019.
وقال أحد المحللين إن سياسة الصين لخفض الانبعاثات هي سبب ثانوي لنقص الطاقة، مشيرا إلى أن الجاني الرئيسي هو أسعار الفحم والغاز التي زادت بأكثر من الضعف في الصين هذا العام بسبب تجدد الطلب العالمي بعد الوباء، وتمتد المشكلة إلى ما وراء الصين لتعاني المملكة المتحدة من أزمة طاقة شديدة لدرجة أنها تهدد الإمدادات الغذائية.
انتقال تكاليف الطاقة المرتفعة إلى المنتجين في الصين
أجبر التنظيم الحكومي الصارم في الصين لأسواق الطاقة، منتجي الكهرباء على ابتلاع التكاليف المتزايدة للمواد الأولية - مثل الفحم - بدلاً من نقلها إلى المستهلكين.